افتتاحية قاسيون 1173: كي نكسب الجولان... ونكسب سورية! stars
تواصل واشنطن دعمها غير المحدود لتل أبيب، بما في ذلك عبر محاولات قمع الطلاب الأمريكيين المحتجين على الإبادة الجماعية، وذلك في بحثٍ متواصلٍ ومضنٍ عن مخرجٍ من مأزقهما المشترك...
تواصل واشنطن دعمها غير المحدود لتل أبيب، بما في ذلك عبر محاولات قمع الطلاب الأمريكيين المحتجين على الإبادة الجماعية، وذلك في بحثٍ متواصلٍ ومضنٍ عن مخرجٍ من مأزقهما المشترك...
تجددت الأحاديث في الأيام الماضية عن احتمال حدوث اختراقات في المفاوضات الأمريكية- السعودية، وخصوصاً فيما يخص ملف التطبيع مع الكيان، وبالرغم من أن هذا الموضوع بات عنواناً متكرراً يُعاد فيه تقريباً طرح المواقف ذاتها في كل مرة، إلا أنّه يخفي واحداً من الأسرار التي يمكن من خلاله تقديم فهم أوسع لما يجري حولنا.
ترفع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين من تصعيدهم ضد روسيا، سياسياً وأمنياً ومالياً، وخاصة فيما يتعلق بالملف الأوكراني، وتُجدد أوهام شن هجوم عسكري أوكراني مضاد جديد، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد عيد النصر على الفاشية، وإنسداد الأفق أمام المشروع الغربي الذي باتت ساعة نهايته تقترب.
هبّت على الأمريكيين نفحات مشرقة من النمو القوي للناتج المحلي الإجمالي لبلادهم خلال العام الماضي. لكن لا أحد في أيّ مكان يأخذ في الاعتبار أنّ الاقتصاد الأمريكي، بكل مؤشراته ونموه المرتفع، هو أيضاً اقتصاد «صيني»، بمعنى أن الأمريكيين من أصل صيني يشكّلون إحدى أكثر روافع تطوره فعالية. يوجد ما يقرب من 5.5 مليون من هؤلاء الأشخاص اليوم، أي 1.5% من جميع المشاركين في التعداد السكاني الأمريكي لعام 2020. إنّها أكبر مجموعة من الآسيويين في الولايات المتحدة، وأكبر جالية صينية مغتربة خارج آسيا.
عقد المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اجتماعاً دورياً لبحث تطورات العدوان ومناقشة الأوضاع على الصعد الفلسطينية والعربية والدولية، استهله بتوجيه تحية الشموخ والعزة والبطولة إلى الفدائي الفلسطيني وهو يقول كلمته في الميدان، مشيداً بالصمود الأسطوري لمختلف فئات شعبنا في مواجهة المحرقة الصهيونازية والتي لم يشهد العالم مثيلاً لها في إجراميتها ووحشيتها.
إذا كنت تتساءل لماذا أو كيف تكون التغطية الإعلامية السائدة لما يجري في غزة متحيزة إلى الحد الذي يجعل الأمر يبدو وكأنه حرب حقيقية بين خصمين مسلحين جيداً ومتنافسين بدلاً من مذبحة للمدنيين، فلا تتساءل بعد الآن!
قبل أربعة أعوام، كتبت مقالاً أوضحت فيه أنّ هناك دوافع خفية وراء سماح الولايات المتحدة لبعض الهنود بأن يصبحوا مديرين تنفيذيين للشركات الأمريكية الكبرى. والآن، مضت الهند أبعد من ذلك في هذا الطريق، وبتنا نسمع أصواتاً هندية وازنة تدعو إلى التحالف مع الولايات المتحدة بشكل تبعي. إنّ هؤلاء إن تمكنوا من الانتصار في تتبيع الهند للأمريكيين، سيعني أنّ الهند ستبقى عالقة أبداً في فخ الدخل المتوسط، ولن تتمكن من الحصول على سيادتها في مجالات الاقتصاد، أو السياسة الخارجية.
مرّ أكثر من أسبوع على انطلاق الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الجامعات الأمريكية، ولا تزال في طور التوسع والصعود؛ فالاحتجاجات التي بدأت في جامعة كولومبيا، قد ضمت حتى الآن أكثر من 60 جامعة في مختلف أرجاء الولايات المتحدة، وباشتراك عشرات الألوف من الطلاب ومن الكوادر التدريسية والإدارية ضمن الجامعات.
بينما تكتب هذه الكلمات، تتحضر القوات الأمريكية للانسحاب من النيجر، فقد أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً بهذا الشأن قبل أيّام، معلنةً عن لقاءات إضافية ستجري اليوم الإثنين 29 نيسان الجاري بهدف «تنسيق عملية انسحاب القوات الأمريكية على أساس مبادئ الشفافية والاحترام المتبادل». وأشار البيان الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة لم تتمكّن من التوصل إلى اتفاق جديد بشأن مواصلة التعاون الأمني اعتماداً على مصالح الجانبين.
يعلّمنا تاريخ الحركات الطلابية في الدول الغربية، وفي العالم كلّه أيضاً، أنّ الأسباب العميقة لها كانت دائماً داخليةً لا خارجية. ورغم أنّ الزناد القادح لها في كثير من الأحيان كان متعلقاً بالسياسات الخارجية، كما في حالة فيتنام أو جنوب إفريقيا والآن فلسطين، فإنّ أساسها العميق كان مرتبطاً دائماً بالأزمات الداخلية، وخاصة ببعديها الاقتصادي-الاجتماعي والسياسي-الديمقراطي.