أردوغان يصرّح بشأن أحداث سورية ودعوته للقاء الأسد
نقلت عدة وسائل إعلام تركية مؤتمراً صحفياً متلفزاً للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، بعد صلاة الجمعة اليوم 6 كانون الأول 2024، ردّ خلاله على أسئلة الصحفيين، وأدلى بتصريح حول الأحداث الجارية في سورية.
وبحسب وكالات تركية، منها «الأناضول» وصحيفة «جمهوريّت»، قال أردوغان: «حتى الآن، بالطبع، إدلب وحماة وحمص. الهدف بالطبع هو دمشق. مَسيرة المعارضة تستمر حتى الآن. نحن نتابعها من الاستخبارات ومن كل وسائل الإعلام. بالطبع نحن نأمل لهذه المسيرة في سورية أن تستمر دون حوادث أو مشاكل، ولكن مع التنظيمات الإرهابية تستمر هذه المسيرة في سورية، بينما كانت تستمر المقاومة» – بحسب تعبير أردوغان.
وتابع أردوغان: «وإذا كنتم تتذكّرون، لقد قمنا بدعوة للأسد وقلنا دعونا نلتقي ونحدّد مستقبل سورية. ويا للأسف، بالطبع، لم نتلقَّ ردّاً إيجابياً من الأسد. حتى الآن، بعد إدلب... حماة وحمص في أيدي المعارضة مجدّداً، وهناك تقدُّم باتجاه دمشق. هذه المَسيْرات الإشكاليّة التي تستمرّ في المنطقة ليست بالطريقة التي نرغب بها».
يجدر بالذكر بأنّ مساعي التسوية السورية-التركية برعاية ثلاثي أستانا (روسيا وإيران وتركيا) جزء من مسعى الحلّ السياسي للأزمة السورية نحو تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، وقد مرّت هذه المساعي بخطوات متدرّجة امتدت لأكثر من عامين ابتداءً من قمة طهران لثلاثي أستانا في تموز 2022 عبر عدة لقاءات، بما فيها لقاءات رباعية جمعت مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين من سورية وتركيا بحضور وتنسيق مع نظرائهم الروس والإيرانيين، ووصلت هذه المساعي إلى دعوات متكررة لعقد لقاء بين الرئيسين السوري والتركي، وهي الخطوة التي لم تتم حتى الآن.
يجدر بالذكر بأن وزير الخارجية التركي حقان فيدان كان قد صرح في الثاني من الشهر الجاري أثناء مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الإيراني بأنّ "عدم حل المشاكل الداخلية في سورية أدّى إلى الاشتباكات الأخيرة". وأكد وزيرا الخارجية التركي والإيراني آنذاك التنسيق لعقد اجتماع قريب في إطار "صيغة أستانا" (روسيا - إيران- روسيا)، وأوضحا وجود نقاط اختلاف في وجهات النظر بين تركيا وإيران ولكن بلديهما "متفقتان على مضي سورية نحو السلام والاستقرار".
وفي سياق متّصل بمساعي حلّ الأزمة السورية، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى قطر لحضور منتدى الدوحة، والمشاركة في اجتماع الدول الراعية لصيغة أستانا للتسوية في سورية.
وعشية لقاء أستانا المرتقب، قال لافروف في حديثه مع الصحفي الأمريكي تاك كارلسون: "لقد نظّمنا عملية أستانا (روسيا وتركيا وإيران). نجتمع بانتظام. ومن المقرر عقد اجتماع آخر قبل نهاية العام أو أوائل العام المقبل لمناقشة الوضع على الأرض... إنّ صيغة أستانا هذه تشكّل مزيجاً مفيداً من اللاعبين... نحن قلقون للغاية. وعندما حدث هذا، مع حلب ومحيطها، أجريتُ محادثة مع وزير الخارجية التركي ومع زميلي الإيراني، واتفقنا على محاولة الاجتماع هذا الأسبوع".
وأضاف لافروف: "نودّ مناقشة الحاجة إلى العودة إلى التنفيذ الصارم للاتفاقيات بشأن منطقة إدلب، لأنّ منطقة خفض التصعيد في إدلب كانت المكان الذي انتقل منه الإرهابيّون للاستيلاء على حلب. وقد نصّت الترتيبات التي تمّ التوصل إليها في عامي 2019 و2020 على أنْ يتولى أصدقاؤنا الأتراك السيطرة على الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب وفصل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) عن المعارضة غير إرهابية التي تتعاون مع تركيا".
ولفت لافروف أيضاً إلى أنه ألأي: "كانت هناك صفقة أخرى وهي فتح طريق M5 من دمشق إلى حلب، والذي يسيطر عليه الإرهابيون الآن بالكامل. لذا فإننا كوزراء للخارجية سوف نناقش الوضع، ونأمل أن يتم ذلك يوم الجمعة... والجيش في الدول الثلاث ورجال الأمن على اتصال مع بعضهم بعضاً".
وشدّد لافروف على أنّ: "قواعد اللعبة هي مساعدة السوريين على التوصل إلى اتفاق مع بعضهم بعضاً، ومنع التهديدات الانفصالية من أن تصبح قوية وهو ما يفعله الأمريكيون في شرق سورية".
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات