صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل عن اغتيال المقاوم الفلسطيني بريف دمشق أمس

وبحسب «الأخبار» غادر الشهيد الأسود منزله في ضاحية قدسيا قرب دمشق، وبينما كان يستعدّ لركوب سيارته، انهمر رصاص كثيف باتّجاهه، حيث أفرغ مجهولان أكثر من ثلاثين طلقة من رشاشات خفيفة، أصابت أكثر من عشر منها الأسود بإصابات قاتلة.

ووفقاً للصحيفة فإنه وعند قدوم سيّارات الإسعاف والأجهزة الأمنية، كان المقاوم قد فارق الحياة، وبعد نقله إلى أحد مستشفيات العاصمة السورية لتشريح الجثة، تمّ إخراج عدد غير قليل من الرصاصات من جسده، ليتبيّن أنها من أسلحة متوسّطة، يبدو أنها غربيّة مخصّصة للاغتيالات، بحسب الصحيفة اللبنانية.

وأظهر تقرير الطبّ الشرعي أنّ كمّية كبيرة من الرصاصات أصابت جسده، لكن اللافت أنه تعرّض للطعن بسكين حادّ بعد وقوعه أرضاً.

وبحسب بيان الطبيب الشرعي، فإن عمليات الطعن «حصلت بعدما فارق الأسود الحياة، فيما ينمّ عن رغبة العدو في إضفاء طابع متوحّش على العملية» بحسب المصدر.

وأظهرت التحقيقات أنّ الرصاصات كانت من حجم كبير، ومعدّة أصلاً لضرب أهداف مدرّعة، ما يعني أن القوة المهاجمة أخذت في الاعتبار أن يكون المقاوم الأسود مرتدياً واقياً للرصاص، أو أن العملية كانت لتقع ربّما عند ركوبه سيارته، ما يعني احتمال أن تكون سيارته مصفّحة.

وكان الأسود يعيش في مخيم اليرموك، لكنه نزح عنه بعد انفجار الأزمة السورية عام 2011، وانتقل للإقامة في منطقة أخرى، ثمّ تزوّج وأنجب ابنتين وولداً، وهو كان يقظاً ويتّخذ إجراءات أمنية دقيقة في ضوء ارتفاع وتيرة العمل «الإسرائيلي» في سورية.

ووفق صحيفة الأخبار اللبنانية فقد انتقل للسكن في ضاحية قدسيا حيث جرت عملية الاغتيال، والتي دلّت على أن الاحتلال كان يعرف به، وأن خلاياه الأمنية عملت على مراقبته من خلال «تعقّب تقني وبشري أيضاً» بحسب الصحيفة، وهي حضّرت ودرست مسرح الجريمة جيداً، حتى تمكّنت من تنفيذها وسحْب المنفذين إلى خارج موقعها.

وبحسب الصحيفة، أشارت إفادات لشهود عيان إلى أن سيارة «فان» شوهدت تغادر المنطقة سريعاً بعد دقائق من حصول العملية، ويَجري البحث عنها، كما ظهرت بعض المؤشّرات إلى أن عملية المراقبة المباشرة قد أخذت وقتاً غير قصير، فيما يتمّ التكتّم على تفاصيل كثيرة حول التحقيقات الجارية في سورية.