الشهيد مفلح كان جريحاً وأعزل عندما قتله الشرطيّ المحتل
كشف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن تفاصيل إضافية مساء اليوم عن قيام قوات الاحتلال بإعدام الشهيد عمار مفلح (23 عاما).
وقال المركز، إن الحادث نموذج صارخ لسياسة الإعدام الميداني والقتل دون مبرر، بسبب التسهيلات في تعليمات إطلاق النار، ونتيجة لسياسة الإفلات من العقاب التي أدت لارتفاع جرائم القتل التي يقترفونها في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث قتل 10 فلسطينيين، 7 منهم من المدنيين خلال أقل من 80 ساعة.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 4:00 مساء الجمعة الموافق 2/12/2022، أقدم شرطي مما يسمى حرس الحدود "الإسرائيلي" على إعدام الشاب عمار حمدي نايف مفلح 23 عاماً، من سكان نابلس، بإطلاق النار المباشر تجاهه من المسافة صفر على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة جنوب شرقي نابلس، إثر عراك بينهما خلال محاولة الشاب مفلح تخليص نفسه من قبضة الجندي الذي أطبق خناق رقبته بذراعه محاولاً اعتقاله بعدما سحبه الشرطي عن الأرض إثر إصابته بشظايا بعد تعرضه لإطلاق نار من مستوطن كان يستقل سيارة في المكان.
ولم تسمح قوات الاحتلال للأهالي أو طواقم الإسعاف من الوصول للشاب المذكور وتركته ينزف لمدة 20 دقيقة قبل نقله بسيارة إسعاف "إسرائيلية" من المكان، وبعد نحو ساعة تم الإبلاغ عن استشهاده رسميًّا.
وأفاد شاهد العيان ثائر خالد عبد ربه أبو صالحية، من سكان مدينة نابلس، أنه "بينما كنت متواجدًا على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة، لفت انتباهي شاب يقف مقابل المنطقة التي أقف فيها، ويدق بأصبع يده على زجاج سيارة مستوطن من الجهة اليمنى حيث كانت تجلس مستوطنة في المقعد الأمامي للسيارة. على الفور ودون أن يفتح المستوطن نوافذ سيارته أطلق ثلاثة أعيرة نارية من مسدس نفذ من النافذة، وشاهدت الشاب الذي طرق الزجاج يسقط على الأرض وكان هناك دماء في وجهه".
وأضاف: بعد لحظات وصل أحد جنود حرس حدود الاحتلال مسرعاً لوحده قادماً من الجهة الغربية للشارع أي جهة مدينة نابلس وسحب الشاب المصاب عن الأرض وحاول اعتقاله، فتدخل عدد من الشباب لمحاولة إفلاته من يدي الجندي الذي أطبق بذراعه على رقبة الشاب وسحبه لمسافة مترين أو ثلاثة، وكان الشاب يحاول تخليص نفسه.
وأردف: وخلال ذلك، سقطت بندقية الجندي الإسرائيلي، وأفلت الشاب من يديه، مباشرة سحب الجندي مسدسه عن جانبه وأطلق تجاه الشاب عدة رصاصات في الجزء العلوي من جسده، ولم يسمح لأحد بالاقتراب منه.
وأوضح، أنه بعد لحظات، وصلت عدة آليات عسكرية وفرضت طوقاً أمنياً على المنطقة وأغلقتها، ولم تسمح لسيارات الإسعاف بالاقتراب من الشاب المصاب الذي ترك ينزف حوالي 20 دقيقة، قبل أن تصل سيارة إسعاف تابعة للاحتلال نقلته من المكان، وانسحبت قوات الاحتلال.
وأكدت تحقيقات المركز، بما في ذلك إفادة شهود عيان، ومقاطع الفيديو التي وثقت الواقعة، تفنيد الرواية "الإسرائيلية" مشيرة إلى أن إطلاق النار تجاه الشاب جاء دون أي مبرر، حيث ظهر ملقيا على الأرض والدماء تغطي وجهه بعد إصابته جراء إطلاق النار من المستوطن، وفي مقطع فيديو لاحق يظهر أحد الجنود وهو يطبق بذرعه على رقبة شاب فلسطيني، فيما يحاول شابان آخران تخليصه من الجندي الذي سحب الشاب عدة خطوات وسط عراك بينهما، سقطت خلاله بندقية الجندي على الأرض، قبل أن يقدم الجندي على سحب مسدس وإطلاق النار المباشر تجاه الشاب.
ودعا المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.
وجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.
معلومات إضافية
- المصدر:
- قدس الإخبارية