قطر: دول كثيرة تبحث تسعير النفط بغير الدولار وأوروبا تحتاج 7 أو 8 سنوات للابتعاد عن الطاقة الروسية

يأتي ذلك بعد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن المملكة العربية السعودية تجري محادثات متسارعة مع الصين لقبول اليوان بدلاً من الدولار مقابل النفط الذي تشتريه بكين.

وأكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الصراع في أوكرانيا، وتداعياته الجيوسياسية، يدفع بعض الدول لاستكشاف طرق جديدة لتسعير النفط بغير الدولار.

جاءت التصريحات التي أدلى بها يوم السبت 27 آذار 2022 محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن السعودية تجري محادثات متسارعة مع الصين لقبول اليوان بدلاً من الدولار مقابل النفط الذي تشتريه بكين.

وفي حديثه إلى هادلي غامبل في منتدى الدوحة، قال آل ثاني إنه لا يتوقع تقديم مثل هذا النظام في المدى القريب، لكنه شدد على أن العواقب الاقتصادية للحرب الأوكرانية تضر ببعض البلدان بشدة.

وقال وزير الخارجية القطري: "بصراحة، أنظر إلى ما يحدث والديناميات من حولنا في الوقت الحالي. أنا متأكد من أن هناك الكثير من البلدان الأخرى غير الراضية عما حدث وعواقب الأزمة الأوكرانية الروسية، وخاصة العواقب الاقتصادية... وسيبحثون ويستكشفون نظامًا موازيًا [لتسعير النفط] ... وسيتحوطون، على الأقل، بالنسبة لهم اقتصاديًا. لذلك، نظرًا لأننا نعيش في مرحلة انتقالية، فلن يكون هذا الانتقال مجرد تحول سياسي ولكنه سيكون كذلك تحولاً اقتصادياً أيضاً".

وفي الأسبوع الماضي، قال غال لوفت، المدير المشارك لمعهد تحليل الأمن العالمي، لشبكة CNBC الأمريكية: "يمكن للعقوبات الاقتصادية اللاذعة أن تدفع البلدان بعيدًا عن الدولار - وعادة ما يتم تسعير نفط العملة".

وقال لوفت منتقداً "من ناحية، أنت تفرض عقوباتك يميناً وشمالاً. ومن ناحية أخرى، تريد أن تشتري الدول سندات الخزانة الخاصة بك وتمول ديونك. هذا ليس سيناريو مستدامًا".

وقال آل ثاني القطري أيضاً إن قطر "تصعد" وتجري محادثات مع الدول الأوروبية بشأن تعزيز إمدادات الغاز.

وقال "نحن نتقدم ونساعد بعض الشركاء الأوروبيين الذين بدأوا يعانون من بعض النقص في الغاز ... بكمية محدودة لدينا" ، مشدداً على أن غالبية عقود الغاز طويلة الأجل، وبالتالي لا يمكن تغييرها.

يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية إلى تنويع إمداداتها من الطاقة بعيدًا عن روسيا - وخاصة الغاز. لكن الاتحاد الأوروبي استورد 45٪ من غازه من روسيا العام الماضي، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تتطلع للعمل مع شركاء - من بينهم قطر - لتوفير ما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا هذا العام، مع توقع زيادة هذه الكمية في المستقبل. لكن وزير الخارجية القطري آل ثاني قال إنه لا يمكن لمورّد طاقة أن يحل محل آخر. كما أكد وزير الطاقة القطري الكعبي في تصريح منفصل اليوم السبت أمام منتدى الدوحة بأن أوروبا تحتاج إلى 7 أو 8 سنوات لتأمين احتياجاتها من الطاقة بعيداً عن المصادر الروسية.