لافروف: شركاؤنا ركزوا على إقناع «الائتلاف الوطني» بحضور "جنيف-2" وتجاهلوا المعارضة الداخلية
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرة السوري وليد المعلم يوم الجمعة 17/1/2014 في العاصمة الروسية موسكو عن قلق بلاده من عدم تأكيد المعارضة السورية مشاركتها في مؤتمر جنيف-2" حتى الآن.
وقال لافروف: «شركاؤنا ركزوا على إقناع «الائتلاف الوطني» بحضور "جنيف-2" وتجاهلوا المعارضة الداخلية» داعياً في الوقت نفسه القيادة السورية الى عدم الانجرار وراء الاستفزازات المندرجة في محاولات إحباط عقد مؤتمر "جنيف-2" الخاص بالسلام في سورية، مشيراً إلى أن الوزير المعلم أكد استعداد دمشق لاتخاذ بعض الخطوات ذات الطابع الإنساني.
وأوضح لافروف أن "جنيف-2" يجب أن يوقف سفك الدماء ويمنع تحويل سورية الى معقل للإرهاب الدولي، وأنه على المعارضة السورية المسلحة أن تعمل على ضمان أمن القوافل الإنسانية في سورية.
وفي سياق متصل قال لافروف إن عملية نقل الأسلحة الكيميائية خارج سورية تجري بنجاح. كما طالب «المانحين» على التعامل بشفافية لدى إرسال المساعدات المعلن عنها في مؤتمر الكويت
من جانبه قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم: «نريد أن ينجح "جنيف-2" في تلبية تطلعات الشعب السوري في ما يخص مكافحة الإرهاب» مضيفاً إن الحكومة السورية ستعمل على إنجاح مؤتمر "جنيف-2" على الرغم من محاولات إفشاله، وأن على "جنيف-2" إطلاق حوار بين السوريين يضمن سيادة سورية.
وبخصوص بعض الأوضاع الميدانية قال المعلم: «سلمت للافروف خطة أمنية تخص حلب وطلبت منه (لافروف) أن يجري اتصالات دولية بشأن إعلان وقف إطلاق النار في حلب».
وأضاف نحن مستعدون لتقديم القوائم تمهيدا لتبادل المعتقلين والمخطوفين مع المسلحين الذين يتوجب عليهم الوفاء بالتزاماتهم فيما يخص تأمين إيصال المساعدات الإنسانية.
وكان لافروف قال الخميس 17 يناير/كانون الثاني في مستهل المحادثات مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو: " هناك محاولات لإستحداث عراقيل مصطنعة وإحباط عقد المؤتمر". وتابع قائلا: "من المهم أن نتبادل الآراء في هذه المرحلة المسؤولة وأن نعمل كل ما بوسعنا، كي لا تنجح هذه المحاولات. وذلك يتطلب إرادة سياسية وثباتا وقدرة على عدم الإنجرار وراء الاستفزازات. ونحن نأمل في أن يعتمد موقف القيادة السورية على هذه المبادئ بالذات".
بدوره جدد وزير الخارجية السوري موافقة بلاده على المشاركة في مؤتمر "جنيف-2" المقرر عقده في 22 يناير/كانون الثاني، مؤكدا عزم دمشق عدم الانجرار وراء مختلف الاستفزازات. وشدد المعلم على أن مكافحة الإرهاب تبقى أولوية بالنسبة للحكومة السورية في المرحلة الراهنة، وهي مستعدة للتعاون في هذا المجال مع المعارضة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت عشية المحادثات الروسية-السورية، أن المحادثات ستركز على التحضير للمؤتمر المزمع في 22 يناير/كانون الثاني في مونترو. كما أعربت موسكو في بيان عن تصميمها على مواصلة العمل مع شركائها على حث طرفي النزاع السوري الى اتخاذ عدد من الخطوات ذات الطابع الإنساني وتحديدا التوصل الى إعلان تهدئة محدودة وتبادل الأسرى والمعتقلين وضمان وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة من قبل القوات الحكومية والمعارضة على حد سواء.
وشددت الوزارة في البيان على أن عقد مؤتمر "جنيف-2" في المواعيد المحددة له يأتي بأهمية كبيرة، لكنه ليس هدفا بحد ذاته وأن عملية جنيف منذ بدايتها وحتى قبل افتتاح المؤتمر، يجب أن تؤثر بشكل إيجابي على الوضع الميداني في سورية، فيما يخص معالجة مآسي ومعاناة الشعب السوري وتخفيف مستوى العنف.
وكان لافروف سبق أن شارك في لقاء ثلاثي مع وزيري الخارجية السوري والإيراني محمد جواد ظريف، أكدت وزارة الخارجية الروسية في أعقابه أن مكافحة المتطرفين والإرهابيين في سورية والدول الأخرى بالمنطقة، كانت في صلب المحادثات. وكان المعلم وظريف قد وصلا الى موسكو على متن طائرة واحدة، وذلك بعد زيارة الأخير الى دمشق، حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد.
كما عقد ظريف في موسكو محادثات منفصلة مع لافروف، ومن ثم استقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن اللافت أن وزير الخارجية الروسي قد أجرى نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري مشاورات مع الوسيطين الأمريكي والأممي ومع ممثلي المعارضة السورية وعدد من السياسيين العرب في باريس. واتفق مع نظيره الأمريكي جون كيري على تكثيف العمل مع أطراف النزاع السوري واللاعبين الآخرين، من أجل ضمان تمثيل مؤثر خلال المؤتمر القادم.
لكن كيري لم ينجح حتى الآن في إقناع الائتلاف الوطني السوري المعارض بحضور المؤتمر. ومن المقرر أن يعلن الائتلاف موقفه النهائي من المؤتمر في وقت لاحق من الجمعة خلال اجتماع مقرر له في اسطنبول. بينما أكد المبعوث العربي والأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي قررت عدم المشاركة في مؤتمر "جنيف-2".