جميل: الشهر المقبل ينطلق الحل... ووفد واحد للمعارضة
قال رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، أمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، في حوارٍ مع شبكة «العدية» الإلكترونية إن هذا الشهر والشهر المقبل هما موعد انطلاق الحل السياسي الفعلي في سورية، وأن وفداً واحداً للمعارضة لن يتأخر كثيراً.
قال رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، أمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، في حوارٍ مع شبكة «العدية» الإلكترونية إن هذا الشهر والشهر المقبل هما موعد انطلاق الحل السياسي الفعلي في سورية، وأن وفداً واحداً للمعارضة لن يتأخر كثيراً.
سورية تشهد تحولات من العيار الثقيل
وبيَّن جميل أن العالم بأسره يشهد، وليس سورية فحسب، تحولات من العيار الثقيل، تشكل بمجملها ترجمة لميزان القوى الدولي الجديد الذي لا يمكن اختصاره بتراجع قوة وصعود أخرى ضمن المنظومة نفسها، بل هو تراجع المنظومة العالمية (المهيمنة منذ قرون) بأسرها، وبداية ظهورٍ وصعودٍ سريع لمنظومة عالمية مختلفة جذرياً مكونة من قوى كانت تعتبر حتى الأمس القريب، في بدايات وأواسط القرن الماضي، من البلدان التابعة والمنهوبة من قبل الإمبريالية العالمية.
العملة الصينية القادمة تهز التاريخ قبل وصولها
وقال جميل : لعل الإعلان الصيني الأخير عن فتح الباب نهاية العام الحالي لاستخدام اليوان القابل للتحويل الذهبي لشراء النفط، بدلاً عن استخدام الدولار في هذه العملية، سيشكل نقطة علام تاريخية من عيار «بريتين وودز» أربعينيات القرن الماضي.
ضمن هذا السياق العام ذي الحركة السريعة والفعالة، تسير الأوضاع في سورية منذ نهايات 2015، مع دخول الروس على خط محاربة الإرهاب بشكل مباشر، ومن ثم مع إقرار مجلس الأمن الدولي قراره ذي الرقم 2254 الذي شكل خارطة الحل السياسي في سورية، وما تلا ذلك من اجتماعات في آستانا وجنيف.
الرقة مرشحة لمصير دير الزور إذا صدق الأميركيون
وقال جميل تقديراتنا للجانب العسكري من المسألة لا تختلف كثيراً عما بات معروفاً؛ فالحصار قد تم فكّه عن مدينة دير الزور، وهو الأمر الذي سيسرع عملية الحل السياسي بشكل ملموس ومباشر. كما أن تحرير المحافظة ككل لن يأخذ وقتاً طويلاً، ربما حتى نهاية هذا الشهر، والرقة أيضاً مرشحة للمصير نفسه إذا صدق الأميركيون في العمل بهذا الاتجاه، وحتى إنْ تلكؤوا فإن الرقة سيتم تحريرها بكل الأحوال، وضمن الآجال نفسها تقريباً.
وفد واحد للمعارضة لن يتأخر كثيراً
وأضاف جميل بالتوازي مع ذلك، فإنّ مناطق خفض التصعيد تشهد استقراراً معقولاً، والمحاولات السياسية التي تقوم بها بعض قوى التشدد لزعزعتها، لن يكون لها أية آفاق واقعية سوى مزيد من العزل لتلك القوى.
ضمن المسار السياسي، فإنّ عملية تشكيل وفد واحد للمعارضة هي المسألة الموضوعة اليوم على طاولة الحل، السوري أولاً والدولي ثانياً، أو بالتوازي. وهذه المسألة قد نضجت موضوعياً منذ فترة، ولذلك، فهي في طريقها نحو الحل السريع الذي ستليه مفاوضات مباشرة لن تطول كثيراً هي الأخرى لينتقل الجميع إلى دمشق لتطبيق القرار 2254.
المنظومة الغربية متراجعة
المواقف الدولية من الأزمة السورية وتحولاتها، يمكن اختصارها بالقول إن المنظومة الغربية المتراجعة بمستوياتها المختلفة، العالمية والإقليمية والمحلية، بدأت بعملية تكيف نشط مع التوازن الدولي الجديد الذي بات أمراً واقعاً لا يمكن لأحد إنكاره أو الالتفاف عليه، وما يظهر بين الحين والآخر من اضطراب في مواقف بعض القوى الغربية ليس أكثر من تعبير عن صعوبات التكيف على مستوى الانقسام الداخلي ضمن تلك القوى بين من يريد التكيف وبين من لا يريد، وهذا الأخير يضعف بشكل متسارع.
صوت الشعب السوري هو الصوت المقرر
وختم جميل تصريحه بالقول: في المحصلة، فإن تقديراتنا هي أن هذا الشهر والشهر المقبل، هما موعد انطلاق الحل السياسي الفعلي بما يعنيه ذلك من استمرار بمحاربة الإرهاب حتى القضاء عليه، ومن إيقاف للكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري وبداية لمعالجتها، بالتوازي مع انطلاق عملية التغيير الوطني الجذري الشامل والعميق، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والتي سيكون صوت الشعب السوري هو الصوت المقرر فيها، وكل ذلك ضمن سياق استعادة سورية التدريجية لسيادتها المنتهكة، ولكن هذه المرة سيادة يكون الشعب السوري هو صاحبها الأول والأخير.