جهود دولية لتشكيل وفد مشترك للمعارضة السورية والوصول إلى حل سياسي
التقت منصات المعارضة السورية في الرياض بتاريخ 21/8/2017، في مسعى لتشكيل وفد واحد للمشاركة في مفاوضات جنيف المقبلة في تشرين الأول.
فقد استمرت اللقاءات المشتركة لمنصات المعارضة، وعقدت ثلاث جلسات، شارك في إحداها وكيل وزار الخارجية السعودية عادل المردود على رأس فريق دبلوماسي من الخارجية السعودية، وبحثت هذه اللقاءات، التي من المقرر أن تستأنف اليوم، العملية السياسية، ومسألة تشكيل وفد معارض واحد لمفاوضة الحكومة السورية.
ويشير مراقبون أن تراجع السعودية عن مواقفها السابقة بشأن الملف السوري، هو مؤشر على إعادة حساباتها، ومرتسمات مواقفها وتموضعاتها وفقاً لمتغيرات التوازنات الدولية الناشئة، والدور الروسي المتنامي فيها، وهو ما دعا منصة الرياض إلى التراجع عن مواقفها السابقة في العلاقة مع المنصات الأخرى في المعارضة.
فقد وصف زهير الحارثي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، التنسيق بين بلاده وروسيا بشأن سورية بأنه تطور مهم، وهو بمثابة اختراق حقيقي للجمود الراهن، كما أكد أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بشأن التنسيق بين الرياض وموسكو والقاهرة لتشكيل وفد واحد للمعارضة السورية "تطور مهم في حلحلة الأزمة السورية التي تعاني جمودا منذ فترة".
ولفت الحارثي إلى أن المسألة "تتطلب قراءة جديدة للمعطيات الراهنة وللتحولات التي جرت على الساحة الدولية بما لا يتعارض مع الأسس والثوابت وبما يسمح بتفاعل حقيقي وجاد يحقق في نهاية المطاف تطلعات الشعب السوري".
وفي هذا السياق يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قد أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، أن موسكو تجري اتصالات مع القاهرة والرياض وشركاء آخرين، بهدف مساعدة المعارضة السورية في تشكيل وفد واحد لها إلى المفاوضات مع الحكومة السورية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا قد دعا المعارضة إلى توحيد وفدها لوضع استراتيجية تفاوض أكثر براغماتية، بعد سبع جولات من المحادثات التي لم تحقق نجاحا، وشكل مصير الرئيس السوري بشار الأسد عقبة أساسية فيها، وأعرب دي ميستورا عن أمله في إجراء محادثات سلام "حقيقية وجوهرية" بين الحكومة والمعارضة السورية في تشرين أول المقبل.
ونقلت قناة "الميادين" عن قدري جميل رئيس منصة موسكو في نهاية جلسات اليوم الأول أن "النقاش تناول مسألة تشكيل وفد واحد، وموضوعات خلافية حول التغييرات الدستورية إلى أن يتم إقرار الدستور الجديد، وكذلك وضع الرئاسة خلال المرحلة الانتقالية"، وشدد على أن "موقف منصة موسكو من تشكيل الوفد الواحد هو الدخول في مفاوضات من دون شروط مسبقة حول الدستور أو حول الرئاسة"، مشيرا إلى أن النقاشات لم تصل إلى نتائج بعد.
وكالات- قاسيون