منصة موسكو: سنقدم مقترحاً عملياً لمبدأ التوازي والتزامن
من المؤتمر الصحفي للمنصة مساء اليوم

منصة موسكو: سنقدم مقترحاً عملياً لمبدأ التوازي والتزامن

قبيل اللقاء الذي جمعها بالمبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وفريقه، أجرى وفد منصة موسكو للمعارضة السورية مؤتمراً صحافياً مساء السبت 25/3/2017، في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف.

استهل رئيس الوفد، مهند دليقان، المؤتمر بالإشارة إلى بعض القضايا التقنية المتعلقة بالمؤتمر الصحفي، إذ أن أعضاء الوفد اضطروا إلى ترجمة المؤتمر بأنفسهم إلى اللغة الإنكليزية، نظراً إلى أن الأمم المتحدة لم تستطع أن توفر مترجمين لهذا الغرض.

وأكد دليقان: بما أننا نتكلم قبل اللقاء مع  السيد دي ميستورا، فما نستطيع قوله هو ما في نيتنا أن نطرحه على السيد دي ميستورا. سوف نقدِّم مجموعة أوراق بعناوين مفتاحية تمتد على السلال الأربع، لا على سلة واحدة أو سلتين، وإنما على السلال الأربع. بمعنى آخر، فإن الخيار الذي منحه السيد دي ميستورا للوفود المختلفة بأن تختار كل منها السلة التي تريد أن تبدأ بها، نجيب عليه بخيارنا أن نبدأ بالسلال الأربع معاً. لماذا؟ كي نؤكد على مجموعة من القضايا: 

القضية الأولى هي أن من يمتلك الإرادة السياسية الصادقة والحقيقية والمخلصة من أجل الوصول إلى حل سياسي ينهي كارثة الشعب السوري، فإنه قادر على نقاش السلال الأربع، لا في جولة واحدة فحسب وإنما في جلسةٍ واحدة.

القضية الثانية هي التأكيد على مبدأ التوازي، حيث أنه مبدأ مهم تم إقراره في الجولة الماضية، لكن لنقل أنه أقر نظرياً وعلى الورق، وينبغي تحويله إلى صيغة عملية. ما يجري في هذه الجولة هو محاولة لنقله من الصيغة النظرية إلى الصيغة العملية، وعادة الانتقال من النظري إلى العملي يحمل ما يحمل من مخاطر محتملة. 

وفي هذا الإطار، سوف نقدِّم في النهاية مقترحاً عملياً لحل هذه المسألة، وإضافة إلى ذلك، فإن نقاشنا للسلال الأربع الذي سوف نقدم عليه في الجلسة عند الساعة السابعة مع السيد دي مستورا يأتي انطلاقاً من شعورنا بوجود محاولات عدة لتخريب المفاوضات، ونذكر من بينها على وجه الخصوص ما يقال في الإعلام خلال الـ48 ساعة الأخيرة عن رحيل السيد دي مستورا وعن عدم تمديد تكليفه وعن توليه منصباً أخراً وإلى ما هنالك. ونعتقد أن المقصود من هذا الحديث هو ألا يكون هنالك وزن مهم للجولة الحالية، وتقليل وزن وأهمية الجولة الحالية.

لماذا نؤكد على ضرورة التوازي؟ لكي نشرح الموضوع بشكل مختصر ومبسط، سنأخذ مثالاً من علمٍ يساعدنا في تبسيط المسألة، هو علم الكهرباء: في الدارات الكهربائية يفضل اختصاصيو الدارات الفرعية على الدارات التسلسلية الدارة الفرعية، أي دارات التوازي، لأن الدارات التسلسلية تراكم الأخطاء من جهة، ومن جهة ثانية فإن تلف أي عنصر من العناصر الموجودة على التسلسل يؤدي إلى انقطاع الدارة ككل، وإلى توقف عملها.. هذا في الكهرباء.

أما فيما يخص الأزمة السورية، فإن تلف أي عنصر من العناصر (أي السلات الموضوعة على التسلسل) أو إعاقتها، يعني المزيد من التلف في سورية، ويعني المزيد من الكارثة الإنسانية والدماء، لذلك ينبغي الإصرار على التوازي.

ينبغي الإصرار على التوازي لأنه ليس مسموحاً لمجموعةٍ من السياسيين - لا يزيد عددهم عن مئة سياسي، هم المتواجدون هنا في جنيف من السياسيين السوريين- أن يقرروا مصير الشعب السوري وفق أهوائهم. 

وظيفة جنيف ليست تقرير مصير الشعب، بل السماح له في تقرير مصيره. والذين يخافون من عودة صوت الشعب السوري إلى الحياة، والذين يخافون من الحل السياسي، بمعنى السماح لأصوات السوريين بالانطلاق من جديد، هم فعلياً الذين يعطلون الحل السياسي. وعلى العكس من ذلك، من يثق بالحل السياسي وبالشعب السوري، سيدفع قدماً بالحل السياسي، سواء كان عبر المناقشة على التوازي أو حتى ضمن جلسة واحدة، الأمر كله مرتبط بالنوايا والإرادة السياسية.

سنقدم للسيد دي مستورا اقتراحاً عملياً لطريقة يمكن من خلالها إعطاء التوازي صفته الضرورية، والتي لا يمكن إلا من خلالها أن يكون توازياً حقيقاً وهي: التزامن، فالتوازي كي يكون توازياً حقيقياً عليه أن يكون تزامناً، بمعنى أن كل القضايا ينبغي أن تناقش في وقت واحد، لنخرج من محاولات هذا الطرف أو ذاك من الأطراف السورية، أو الأطراف التي تحاول الضغط على المفاوضات من محاولات إعاقة مسيرة الحل السياسي.

وتلقت المنصة عدداً من الأسئلة الصحفية وهي:

*لقد شاهدنا وفد الحكومة السورية، والهيئة العليا للمفاوضات البارحة واليوم، لما لم نشاهد وفدكم إلا اليوم؟

أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يوجه للداعي والمنظم، هو من يعلم على أي أساس تتم الدعوات وعلى أي أساس تنظم هذه اللقاءات. وأياً تكن الحالة، نحن أصحاب فكرة الحل السياسي، حيث نسمي أنفسنا منصة الحل السياسي، لأننا أول من طرحنا فكرة الحل السياسي، والآخرين التحقوا بهذه الفكرة لاحقاً بعد سنوات عديدة من الدماء، ولا مشكلة في ذلك، فالمهم أنهم التحقوا، ولكن لا يخفي هذا حقيقة من كان سباقاً لفكرة الحل السياسي.

ــــــــــــــــــــــــــــ

بالنسبة للنقاش الذي يجري في الأمم المتحدة: هنالك فريق الهيئة العليا، وفريق الحكومة السورية يناقش الإرهاب، ماذا يناقش دي مستورا معكم؟

في الحقيقة الجلسة الوحيدة غير الرسمية التي جلسنا فيها مع فريق السيد دي مستورا كانت أول أمس مع السيد رمزي عز الدين، حيث أن دي مستورا لم يكن قد التحق بالمفاوضات، ومن المفترض أن تجري جلستنا الرسمية الأولى بعد قليل. 

ما تم نقاشه مع السيد رمزي عز الدين هي قضايا ذات طابع إجرائي، عن الآلية التي ستسير ضمنها الجولة الحالية، وليس أكثر من ذلك عملياً.

ـــــــــــــــــــــــــــ

أنت ذكرت قبل قليل أن هناك إشاعات حول رحيل دي مستورا من منصبه، هل لديكم معلومات حول هذه القضية؟

الحقيقة أني ذكرت هذا الموضوع، لأنه موجود في الإعلام، ويتم استخدامه في قنوات إعلامية عدة وكأنه معلومة موثوقة، في حين أنه لا يوجد أي معلومة من مصدر رسمي قد خرجت بهذا الخصوص، ولكني أشرت إلى الضجيج الإعلامي لبعض الجهات الإعلامية حول هذه المسألة باعتبارها واحدة من محاولات تخريب الجولة الحالية من جنيف، بمحاولة منها للتقليل من أهمية هذه الجولة، فحسبما يقولون: بما أن دي مستورا سيرحل فإن وزن هذه الجولة ينخفض.

ـــــــــــــــــــــــــــ

هل ستجتمعون مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات، وهل سيكون هنالك وفد واحد هذه الجولة؟

المسعى باتجاه الوصول إلى وفد واحد - وليس موحد- هو مسعى قائم ونعمل عليه بشكل مستمر.  وضمن هذه الجولة، سنحاول وندعو جميع الأطراف إلى اللقاء. وضمن المقترح العملي الذي أشرت إليه في افتتاح المؤتمر، هنالك ما يفيد بعملية الوصول لوفد واحد، وبالتالي فإن هذا المسعى قائم دائماً.

نحن نرفض فكرة الاندماج أو التوحيد لأن هذه الأفكار المقصود منها عملياً هو إبعاد إمكانية تشكيل الوفد الواحد، لأن التوحيد أو الاندماج يعني التلاقي والاشتراك بمجموعة البرامج أي أن هذه القوى ينبغي أن تجد برنامجاً مشتركاً بالمعنى الكامل، لكلٍ برنامجه واختراع برنامج مشترك هو عملية طويلة وغير ممكنة الآن، لأن لدينا برنامج واضح، وهو برنامج الحد الأدنى، وهو القرار 2254، هذا ما نحن موجودين لأجله في جنيف. نحن موجودين لتنفيذ القرار 2254.