جميل: تفصلنا ساعات وأيام قليلة عن جنيف3 حسب القرار 2254

جميل: تفصلنا ساعات وأيام قليلة عن جنيف3 حسب القرار 2254

استضاف نادي الشرق التابع لوكالة نوفوستي بعد ظهر اليوم د.قدري جميل، عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، في مؤتمر صحفي جرى فيه تناول آخر مستجدات المشهد السياسي والميداني السوري، ولاسيما ما يثار حول انعقاد مؤتمر جنيف3 ومواعيده ومسألة تمثيل المعارضة فيه.

د. جميل أوضح في مداخلته الرئيسية الملامح العامة لهذه لمسألة متهماً السعودية بارتكاب جريمة حرب من خلال عرقلتها لانعقاد جنيف3 في مواعيده المقررة تحت حجة احتكار تمثيل المعارضة السورية، وعلى اعتبار أن كل ساعة تمر دون حل الأزمة في سورية معناها سقوط ضحايا سوريين جدداً.

ومما جاء في المداخلة الرئيسية للرفيق قدري مايلي: «في ندائنا إلى بان كي مون (الأمين العام للا/م المتحدة) في 07/04/2015 أكد الموقعون عليه من المشاركين في لقاء موسكو2 على تسريع عقد جنيف3 وإعادة النظر بتشكيل وفد المعارضة السورية للخروج من مأزق جنيف2، على أن يكون التمثيل عادلاً وشاملاً ولا يقصي أحداً. وفي قراره رقم 2254 ألزم مجلس الأمن دي ميستورا بتشكيل وفد يضم أطياف المعارضة كلها التي نشطت في موسكو والقاهرة والرياض وأعطاه تفويضاً بذلك».

وأوضح: «ما يجري اليوم من إعاقات من قبل دول إقليمية وبعض أطراف المعارضة السورية يدل على عدم الرغبة في الحل السياسي، وإنما يراد الالتفاف عليه. (حيث أن) الإصرار على تشكيل وفد أحادي احتكاري الجانب من منصة الرياض، تطلب منا أن نطالب بتمثيل الآخرين بشكل منصف، مما دفعنا باسم لجنة متابعة موسكو لإرسال قائمة رسمية منهم إلى دي ميستورا. وأشير إلى أننا لسنا ضد أي صيغة لتمثيل المعارضة، سواء أكان وفد أو فدان بشرط أن يكون التمثيل مجموعة الرياض من جهة والقاهرة من جهة وموسكو من جهة أخرى، متساوي العدد والصلاحيات.

اليوم كان موعد جنيف الأولي وكنت أود أن أكون هناك اليوم لبدء الحوار بين المعارضة والنظام الذي يجب أن يهدف أول ما يهدف إليه هو تنفيذ قرار مجلس الأمن من خلال خارطة وجدول زمني يضمن وصول المساعدات الانسانية ووقف إطلاق النار وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كافية لتعديل الدستور وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية، ومن أجل ضمان تنفيذ كل بنود قرار مجلس الأمن، وصولاً إلى عودة سورية والسوريين للحياة الطبيعية، عبر عودة الأمن والاستقرار، واجتثاث الإرهاب، وإعادة بناء ما دمر وخاصة في البنية التحتية، وعودة المهجرين وقيام مؤسسات الدولة بدورها بتأمين الخدمات المطلوبة كلها، (علماً بأن) دور المجتمع الدولي سيكون هاماً وخاصة في مجال المساعدات لإنقاذ شعبنا من أكبر كارثة عرفها العصر الحديث».

وأضاف جميل: «نحن مجتمعون هنا الآن وليس هنالك وضوح كامل حول جنيف3 وآمل أن يكون دي ميستورا على مستوى المسؤولية لتنفيذ المهمة المكلف بها لتنفيذ قرار مجلس الأمن وتوصيات فيينا1و2. وأقول أن التعثر الجاري سببه التصريحات غير المسؤولة والاستفزازية لوزير الخارجية السعودية وإصراره على تمثيل المعارضة بوفد الرياض فقط، وكأن المشكلة سعودية وليست سورية، وكأن السوريين يجب أن يخضعوا لأهوائه؟! إن مجموعة العشرين قررت بفيينا أن تكون الرياض مكاناً لاجتماع المعارضة لا أن تكون الرياض ولي أمر المعارضة السورية، إن أي تأخير اليوم يتحمله شخصياً ومباشرةً وزير الخارجية السعودي، هذا التأخير الذي يوازي جريمة ضد الإنسانية لأنه يموت يومياً في سورية المئات من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال جوعاً وبرداً ورصاصاً. استغرب هذا الدرك الذي وصل إليه البعض الذين يضعون مصالحهم الإقليمية فوق مصلحة ومصير شعب بأكمله»

وأردف: «فوق ذلك وصلت الوقاحة قبل أيام بأن صرح رئيس الوزراء التركي في دافوس أن قدري جميل يعيق الحل السياسي وبدء الحوار، وأنتم كلكم تعرفون ومن خلال هذا المنبر، ومنذ أربع سنوات أننا كنا دائماً نصر على الحل السياسي، عندما كان الكثيرون يستبعدونه ويصرون على الحلول العسكرية، وإلى الآن تقوم تركيا بإرسال أدوات التدمير ورجاله إلى سورية».

كما قال جميل: «أعرف أنكم أتيتم لتعرفوا أين وصلنا بخصوص بدء الحوار. حتى اللحظة لم يتم الاتفاق على تشكيل وفد المعارضة وموعد بدء الحوار لكننا قريبون جداً منه خلال أيام وحتى ساعات. المطلوب الآن من الجميع وخاصة المعارضة السورية التمنع عن الركض وراء المكاسب الفئوية الضيقة والخروج من بقائها أداة بيد قوى إقليمية».

وأوضح جميل: «أمامنا من فرصة تاريخة يجب عدم إضاعتها وأقول أن المشكلة غير معقدة إذا تعاملنا معها بمنطق وواقعية وابتعدنا مبدئياً عن التفاصيل، مقابل التركيز على ثلاث قضايا متوازية والانطلاق بها فوراً، وهي إيقاف الكارثة الإنسانية، واجتثاث الإرهاب الفاشي، وبدء عملية التغيير السياسي الحقيقي. وكل ذلك يجب أن يتم بالاتفاق بين المعارضة والحكومة الحالية وكل من يفكر أنه يجب البدء بالإطاحة بالحكومة والنظام للبدء بصراعه خطأ. إن المهمات أعلاه قابلة للتوافق بين الطرفيين وهي ليست مهمات سياسية ضيقة وآنية».

وقبل أن ينهي مداخلته الرئيسية توجه جميل بالشكر لروسيا على دورها الكبير في الحفاظ على ما تبقى من سورية، بما يمهد لاستعادة الدولة السورية بشكل كامل لوظيفتها ودورها وسيادتها، مثلما شكر كل من يقف الأن في الخنادق الأمامية للدفاع عن سورية.

وفي معرض إجاباته على بعض الأسئلة أوضح جميل أن ما يفسر التغييرات في المواقف الأمريكية باتجاه قبول الحل في سورية هو أن الأمريكيين في تراجع مقابل أن الروس وحلفائهم في تقدم، غير أن حلفاء أمريكا يتمردون عليها، ويحاولون العرقلة، متسائلاً: وإلا ما الذي يدفع بكيري أن يطلب من دي ميستورا ألا يتوجه للرياض؟ واستشهد جميل في هذا السياق بأن الصراع في داخل الإدارة الأمريكية بين الجناحين الفاشي و«العقلاني» يميل حالياً باتجاه العقلاني كما كانت الحال مع الفاشية بوجهها النازي القديم، لأن الرأسمالية الانغلوساكسونية في ذلك الحين هي من رعت النازية في البداية ثم اضطرت للإسهام في القضاء عليها عندما تعاظم خطرها. والآن ومع تحول الفاشية الجديدة بوجهها الداعشي إلى خطر يهدد منطقة التوسط برمتها وليس شرق المتوسط فحسب، تضطر واشنطن للخيار ذاته. غير أن البراغماتية الأمريكية السريعة غير موجودة على ما يبدو لدى حلفائها في المنطقة ولدى تلك المعارضة السورية التي رعتها خلال السنوات الماضية.

وفي سياق متصل أكد جميل أن المهمة الأساسية اليوم هي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، موضحاً في إجابته على سؤال ثان أن أي وجود عسكري أمريكي في سورية هو غير شرعي، في جين أن الوجود الروسي مشروعاً، على اعتبار أن ما يحدد ذلك من وجهة نظر القانون الدولي هو إما تفويض بقرار دولي، أو طلب من الحكومة الشرعية المعنية. وأضاف: سياسياً، ربما هناك من يجادل بأن الوجود الروسي يعجبه أم لا يعجبه، أو تعجبه أم لا تعجبه الحكومة السورية وبالتالي هي مشروعة أم غير مشروعة، ولكن مقعدها موجود في الأمم المتحدة، وشدد، هنا الحديث يدور من وجهة نظر القانون الدولي، فقط لا غير. وبالتالي بخصوص أي وجود عسكري أمريكي لا يوجد أي قرار دولي بخصوصه ولا يوجد طلب من الحكومة السورية. وهذا يعني أنه غير مشروع كلياً.

 ورداً على سؤال آخر أوضح جميل أن أصدقاء روسيا في سورية كثر، ولكنهم مغيبون لأسباب عدة، منها أن الإعلام العربي السائد والممول أو المتحكم به خليجياً لا يسلط الضوء عليهم، ومن جهة أخرى مستوى الحريات السياسية المنخفض في سورية خلال نصف قرن مضى. وأضاف: ولكن مع بدء ولادة الفضاء السياسي الجديد في سورية والمنطقة العربية برمتها سيتفاجأ الجميع بقدرة سورية والشعب السوري على إظهار وجوه سياسية حقيقية. 

آخر تعديل على الإثنين, 25 كانون2/يناير 2016 17:09