لافروف يؤكد استعداد موسكو تقديم دعم جوي للمعارضة السورية الوطنية بما فيها «الجيش الحر»
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب في سورية، وتقديم دعم جوي للمعارضة الوطنية السورية بما فيها «الجيش الحر».
وأكد لافروف في حديث أدلى به لقناة "روسيا 24" في سوتشي قبل سفره إلى فيينا ولقائه نظرائه من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية يوم الجمعة 23 تشرين الأول، أكد أنه من الخطأ الفادح رفض الولايات المتحدة التنسيق مع روسيا فيما يتعلق بنشاط التحالف الدولي الذي تقوده لمكافحة "داعش"، رغم النجاح الملموس الذي أحرزته العملية الجوية الروسية قياسا بما حققه هذا التحالف طوال أكثر من عام. وعبر عن استعداد موسكو لأقصى درجات التعاون في هذا الاتجاه وفي مكافحة الإرهاب داخل سورية، وتقديم دعم جوي للمعارضة الوطنية بما فيها «الجيش الحر». كما أشار إلى أن الجانب الأمريكي يرفض حتى الآن تزويد روسيا بمعلومات حول مواقع الإرهابيين، ومواقع المعارضين الوطنيين.
وأكد لافروف على انفتاح روسيا على جميع أطياف المعارضة السورية، وأنها لا تراهن على جهة واحدة دون سواها في التسوية، معتبرا أنه برزت في الآونة الأخيرة أفق لإحراز تقدم في العملية السياسية بسورية في المستقبل المنظور.
واستطرد لافروف قائلا: "نحن لم نتوقف أبدا عن التعاون مع الحكومة والمعارضة السوريين، أرى أن روسيا تكاد تكون البلد الوحيد الذي يستمر في الاتصالات مع جميع القوى السياسية السورية نحن لا نريد دعم مصالح الرئيس بشار الأسد حصرا، كما لا نريد دعم مصالح المعارضة حصرا، وإنما ننشد الأخذ بمصالح سورية، التي من الأهمية بمكان بالنسبة إليها حلول السلام، ووقف الحرب في أسرع وقت ممكن بما يحول دون استيلاء الإرهابين على السلطة في دمشق، أو في أي بقعة أخرى في سورية".
وتابع: "إنني على ثقة تامة بأن النجاحات التي يحرزها الجيش السوري في الوقت الراهن في ظل دعمنا الجوي له تتيح تجميع موقف السلطة بما يجعلها معنية بتحريك العملية السياسية بشكل أكثر من ذي قبل".
وأعاد إلى الأذهان في معرض التعليق على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الخاطفة مؤخرا إلى موسكو أن قيادات جميع أطياف المعارضة السورية زارت موسكو خلال السنوات الأربع الماضية، بما فيها وفود عن الائتلاف الوطني، والإخوان المسلمين، ومجلس التنسيق الوطني.
وفي استفسار حول ما إذا كان الجانب الروسي قد أطلع الرئيس الأسد على موقف موسكو هذا، قال: "لقد بحثنا ذلك مع الرئيس السوري بشار الأسد وهو بنفسه يدرك ذلك مليا، حيث أشار شخصيا إلى ضرورة أن يعقب المرحلة العسكرية من مكافحة الإرهاب إطلاق عملية سياسية تأخذ بمصالح جميع السوريين بسائر انتماءاتهم الإثنية والطائفية والسياسية على أن ينخرط الجميع في بنيان الدولة وأجهزة السلطة".
وأضاف في تعليق على التكهنات بمراهنة موسكو على الرئيس الأسد دون سواه في التسوية السورية: "في الوقت الذي اعتبرت فيه جامعة الدول العربية الائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، توافد على موسكو ممثلون عن الائتلاف والمعارضة الداخلية التي كانت تنشط على الدوام داخل سورية وتطالب بالديمقراطية وبالأخذ بمصالحها بشكل أوسع واستنادا إلى ذلك لم يلمنا أحد حينها".
وأكد لافروف "أننا نراهن على المعارضة السورية دون سواها، نظرا للزيارات المتكررة التي قام بها ممثلوها إلى بلادنا عندما نظمنا مؤتمرين خاصين ضما قيادييها على حلبة موسكو سعيا منا لتوحيد صفوفها على أساس بناء، يستند إلى المسؤولية تجاه بلادها وقابلية للتفاوض حول سبل الحل السياسي".