روسيا: التسوية السياسية هي الهدف النهائي وراء جميع خطوات روسيا
قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول، إن موسكو لن ترسل قوات برية إلى سوريا، مؤكدة أن "السيناريو الأفغاني" لن يتكرر أبدا.
وأضافت: "قبل شهرين طرحنا مبادرة خاصة بحل الأزمة السورية على مسارين – من خلال توحيد جهود جميع من يحارب "داعش" على الأرض وكذلك من الجو وتنسيق جهود الجميع وتبادل المعلومات والمعطيات الاستخباراتية، والمسار الأخر – تحريك التسوية السياسية على أساس "بيان جنيف"، مؤكدة أن موسكو فعلت ذلك بشكل علني.
ووضحت أن العملية الجوية الروسية في سوريا تجري بالتعاون مع الجيش السوري على الأرض وبذلك تختلف عن عملية التحالف الدولي الذي رفض التنسيق مع دمشق.
كما أكدت زاخاروفا أنه لا توجد هناك أي حملة تجنيد رسمية لإرسال "متطوعين" إلى سوريا للمشاركة في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن روسيا لا تنوي الانضمام إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لأنها تعتبر نشاطه دون تفويض أممي وطلب من الحكومة السورية غير شرعي.
وأضافت: "نحن حتى قدمنا مثالا وقلنا إن الخطوات التي يقوم بها التحالف في أراضي العراق شرعية تماما لأنها تجري بموافقة بغداد. وإذا قام التحالف بمثل هذه الخطوات في سوريا ستكون هي الأخرى شرعية تماما".
وأكدت زاخاروفا أن موسكو تبنت موقفا مشابها بشأن التدخل في العراق قبل عشر سنوات وكان ذلك موقفا صحيحا.
وقالت زاخاروفا إن مشكلة التنظيمات الإرهابية في سوريا تتمثل في وجود عدد كبير من الجماعات الإرهابية إلى جانب "داعش" و"جبهة النصرة"، مشيرة إلى أن هذه الجماعات الإرهابية تتغير وتتحول بسرعة وتعقد تحالفات وتتعاون فيما بينها.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن من يتصرف كإرهابي فإنه إرهابي ويجب التعامل معه كإرهابي.
وأعادت إلى الأذهان أن المجتمع الدولي لم يتبن حتى الآن تعريفا موحدا للإرهاب، متسائلة "هل يجب أن يعيق ذلك مكافحتنا للإرهاب؟ وهل أعاق ذلك تقديم دعمنا لدول أخرى في مكافحتها للإرهاب؟"
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن موسكو لم تتلق بعد أي رد من واشنطن بخصوص الجيش السوري الحر.
ودعت زاخاروفا إلى القضاء على تنظيم "داعش" أولا وإطلاق عملية سياسية بالتوازي مع ذلك، مؤكدة أن موسكو لن تشارك في تنفيذ "السيناريو الليبي" في سوريا لأن سوريا "ستنفجر بشكل أقوى بكثير من ليبيا".
كما دعت وسائل الإعلام العالمية إلى التوقف من "الدعاية" المضادة لروسيا لأن إدراك القراء والمستمعين يؤثر في الواقع على الأرض، مؤكدة أن موسكو منفتحة تماما ومستعدة لتقديم كامل المعلومات والرد على أي أسئلة بشأن عملياتها في سوريا.
وأضافت: "تمكنا من استئناف قناة الاتصال مع واشنطن على مستوى وزارتي الدفاع للبلدين.. ودائما يمكن الاتصال بنا والتأكد وإزالة الشكوك وتقديم تقييمات واضحة ودقيقة للجمهور".
من جهة أخرى أكدت أن موسكو تقيم ما يحدث في سوريا بشكل موضوعي وواقعي وترى أخطاء ارتكبها النظام السوري، إلا أنها تحذّر من عواقب إسقاط النظام بالقوة، مشيرة إلى أن بيان جنيف لعام 2012 أكد صراحة أن أية تغييرات سياسية في سوريا يجب أن تجري عن طريق الوفاق الوطني.
بيسكوف: التسوية السياسية هي الهدف النهائي وراء جميع خطوات روسيا
أعلن الكرملين الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول أن التسوية السياسية هي الهدف النهائي لجميع خطوات روسيا في سوريا.
ولذا اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الربط بين التسوية السياسية في سوريا والضربات التي ينفذها هناك حاليا سلاح الجو الروسي ضد الإرهابيين هناك غير دقيق.
وجاء هذا الموقف ردا على تصريحات لبعض ممثلي المعارضة السورية تناقلتها وسائل إعلام وزعموا فيها أن العملية الجوية الروسية في سوريا تدفعهم إلى التخلي عن المفاوضات الخاصة بالتسوية السياسية.
وترفض موسكو مطالب المعارضة السورية بوقف الغارات والربط بين تلبية تلك المطالب ومشاركة فصائل المعارضة في مفاوضات السلام، مصرة على القول أن جميع الغارات الروسية تستهدف حصريا فصائل إرهابية.
وقال بيسكوف تعليقا على تصريحات المعارضة المسلحة: "تعد التسوية السياسية هي الهدف النهائي وراء جميع خطوات روسيا (بشأن سوريا)، وهو، طبعا، الهدف المشترك الوحيد للمجتمع الدولي برمته... ولذلك نشكك في إمكانية الربط بين آفاق التسوية وعملية سلاح الجو الروسي".
كما وأكد المسؤول الروسي على تمسك القيادة السورية المطلق بالهدف نفسه.
كما شدد بيسكوف في معرض تعليقه على قلق حلف الناتو وأطراف أخرى من طابع أهداف الغارات الروسية ، شدد على أن جميع تلك الغارات تستهدف الجماعات الإرهابية في سوريا التي أصبح عددها هائلا.
الكرملين ينفي إعداد عملية برية بسوريا
هذا ونفى بيسكوف الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام أمريكية حول استعدادات روسية لشن عملية برية في سوريا.
وأعاد بيسكوف إلى الأذهان بأن قناة "سي ان ان" الأمريكية التي بثت هذا الخبر نقلا عن "مصادر في وزارة الدفاع الروسية"، أخطأت مؤخرا عند تغطية فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأطلقت على الرئيس فلاديمير بوتين اسم الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين، وقال بهذا الصدد : "من غير المستبعد أن تقع "سي ان ان" في الخطأ، غذا ما علمنا أن صحفييها يخلطون بين بوتين ويلتسين".
وأشار بيسكوف مجددا إلى تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد فيها على أن روسيا لن تشارك في أية عملية برية بسوريا.