ضربات التحالف على سورية تتعارض مع القانون الدولي ولا تضر بقدرات «داعش»

ضربات التحالف على سورية تتعارض مع القانون الدولي ولا تضر بقدرات «داعش»

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي في أراضي سورية لا تضر بقدرات تنظيم «داعش»، كما أنها تتعارض مع القانون الدولي.

وأردف: "ما يقوم به شركاؤنا الغربيون في سورية يعد مخالفة كبيرة للقانون الدولي، لأنهم يبررون خطواتهم بالمادة الـ51 في ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بـ "الحق في الدفاع عن الذات" لكنهم يقومون بضرب أراضي دولة ذات سيادة دون موافقة حكومتها على ذلك".

وتابع خلال مؤتمر صحفي عقده عبر جسر تلفزيوني الأربعاء 16 ايلول أن الأنشطة الأمريكية في سورية تثير أسئلة كبيرة من وجهة النظر القانونية، في الوقت الذي تقدم فيه روسيا مساعداتها لدمشق بمراعاة تامة للقانون الدولي.

وتابع أن موسكو قلقة من أنباء تحدثت عن استخدام عناصر "داعش" لأسلحة كيميائية في العراق. ودعا إلى توسيع تفويض لجنة التحقيق الدولية المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المعينة بتقصي الحقائق، لكي تتمكن أيضا من دراسة وقائع استخدام المواد السامة في العراق.

وأعاد إلى الأذهان أن الحكومة السورية تتعاون مع خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بصورة بناءة.

وصفت موسكو إنجازات التحالف الدولي ضد "داعش" بـ"المتواضعة"، وجددت دعوتها لتوحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب على أساس القانون الدولي وتحت إشراف مجلس الأمن.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية يوم الأربعاء 16 أيلول أن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" أسس منذ عام دون إقرار ذلك في مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن دول التحالف تعمل في أراضي العراق على أساس طلب الحكومة العراقية وفي سورية دون أي تنسيق مع حكومتها الشرعية.

وأشار البيان إلى أن عددا من دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة لا تزال تمول وتسلح المعارضة المسلحة التي تقاتل الجيش السوري وهو القوة الرئيسية التي تواجه "داعش" في سورية.

وأكد الوزارة الروسية أن إنجازات التحالف الدولي في مكافحة "داعش" تبدو "متواضعة"، مشيرة إلى أن توجيه أكثر من 5 آلاف ضربة جوية وتدمير 7655 هدفا وإجراء عمليات خاصة لم توقف تقدم الإرهابيين.

كما أشار البيان إلى تنامي استياء سكان محليين بسبب غارات التحالف وسقوط الضحايا بين المدنيين، مضيفا أن ذلك يؤدي إلى زيادة عدد المتعاطفين مع "داعش" بين السكان في المناطق الخاضعة للتنظيم.

أعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن الخطر الأمني الرئيسي في العالم يتمثل في النشاط الإرهابي بالعراق وسورية، داعيا إلى بدء حوار واسع لتشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب.

وقال غاتيلوف في حديث لوكالة "إنترفاكس" إنه يجب إطلاق حوار واسع حول تشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب يوحد جهود جميع القوى التي ترى خطرا جديا فيما يحدث في المنطقة وترى كيف يحاول "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية التوسع.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى الوسائل الهمجية التي يستعملها الإرهابيون، بما في ذلك تدمير التراث التاريخي، منوها بأنها تتطلب اتخاذ إجراءات حازمة، ومؤكدا استعداد موسكو للمشاركة في ذلك.

وقال غاتيلوف: "يجب ألا يدور الحديث الآن حول مصير نظام الأسد ودور الرئيس السوري شخصيا بل عن وضع الأساس المطلوب لإطلاق التسوية السياسية من خلال الجهود المشتركة".

ويرى الدبلوماسي الروسي أن تحريك التسوية السورية يتطلب المضي قدما على مسارين، يتمثل أولهما في مكافحة الإرهاب والثاني - في تفعيل الاتصالات السياسية من أجل إيجاد حل.