جميل: موسكو مفتوحة لقوى المعارضة لتشكل أرضية مشتركة لحوارها اللاحق مع النظام

جميل: موسكو مفتوحة لقوى المعارضة لتشكل أرضية مشتركة لحوارها اللاحق مع النظام

استضافت قناة الميادين في برنامج «حديث دمشق» مساء الاثنين 1/12/2014 الرفيق د.قدري جميل أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، إلى جانب كل من د.منى غانم نائب رئيس تيار بناء الدولة ود.فايز الصايغ عضو مجلس الشعب السوري، لمناقشة الأنباء التي تتناول الجهود الروسية المبذولة مجدداً لإحياء مسار الحل السياسي في سورية، مع جملة التحركات والاتصالات ذات الصلة.

وفي مستهل الحلقة سارع د.جميل لوضع ثلاثة تدقيقات ضرورية أولها يتعلق بصفته الحزبية، والثاني هي أن ما يجري هو من «موسكو» إلى «جنيف» وليس من «جنيف» إلى «موسكو»، والثالث هو أنه لا يوجد شيء اسمه «موسكو1» ولا «مبادرة روسية» هناك جهود فقط.

 

الفشل يفضي إلى انتقال الثقل للروس

ورداً على سؤال هل يمكن أن يفلح الروس في مكان فشل فيه الأمريكيون من محاولة إقناع تركيا بمحاولة تفعيل المسار السياسي قال جميل: «أعتقد أنه يجب تدقيق الصورة، فالفشل يعاني منه جميع الذين كانوا يصرون على الحل العسكري وعلى رأسهم الأمريكان وكل حلفائهم من كل شاكلة ولون في المنطقة إن كانوا إقليميين أو كانوا داخليين وهذا الفشل يؤدي عملياً إلى حالة من الارتباك الشديد مما دفع بزمام المبادرة اوتوماتيكياً وبشكل طبيعي إلى أيدي الروس الذين كانوا يتخذون من الأزمة السورية منذ بدئها موقفاً عاقلاً ومتزناً وبناءً». وأضاف أن «ردود الفعل على هذه الأزمة والفشل تختلف من طرف إلى آخر، وهناك حالة إنكار عند بعض القوى في معالجة ومواجهة هذه الأزمة، واعتقد أن الأتراك هم آخر من هم على هذه القائمة الذين يجب أن يعيدوا وهم مضطرون لأن يعيدوا النظر بمواقفهم وسياساتهم»، موضحاً أنه «ليس هناك حاجة لأن يقنع الروس الأتراك بهذا، والحياة والوقائع الموضوعية أقوى من الروس الذين يجنون ببساطة ثمار سياستهم الصحيحة والآخرون مضطرون إلى التراجع، وأعتقد أن كيفية وضع السلم حتى يستطيع الجميع أن ينزلوا عن الشجرة هو تفاصيل، الروس بموقع هام ومتقدم، ومعنوياً قوي جداً، كي يلعبوا دوراً يسمح للجميع بإيجاد خط للتراجع».

 

آمل أن يكون آخر «جنيف»..!

ورداً على سؤال هل نحن أمام مبادرة (روسية) ناجزة أم لا تزال الأمور تدور في فلك أفكار مطروحة وقابلة للنقاش، وإذا لم تكن مبادرة فماذا يعني أن يلتقي أطياف من المعارضة في موسكو والحديث عن موسكو1 قد يجمع الطرفين في بداية العام المقبل، أجاب جميل: سمعنا جميعاً تصريحات رسمية روسية تقول إنه ليس هناك مبادرة روسية، المبادرة الوحيدة التي وافق عليها الروس ويعملون على أساسها ويعملون على إنجاحها هي بيان جنيف1، وقد أكد بوتين قبل يومين هذا الموضوع عشية زيارته لتركيا في مقابلته مع وكالة أنباء الأناضول، ولذلك فإن الحديث عن مبادرة روسية هو أمر غير دقيق، ولكن هناك جهود روسية دائمة من أجل السير بالحوار السوري- السوري والحل السلمي السياسي إلى نهايته المنطقية، وهذا أمر صحيح جرى عرقلته في جنيف2 بسبب سلوك بعض الدول الإقليمية والدور الغربي الذي لم يكن بناءً نهائياً. اليوم تنفتح آفاق جديدة والروس يحاولون باعتقادي من خلال موسكو إيجاد شكل لتحريك جنيف وآمل أن نذهب إلى جنيف3 وأن يكون آخر «جنيف» نذهب إليه لأن معاناة الشعب السوري طالت وآن الأوان لإيجاد مخرج من هذا الوضع وهذه الأزمة».

 

الحل السياسي ضمانة للجميع

ورداً على سؤال آخر حول هل يمكن أن تنجح موسكو اليوم في الذي فشل به جنيف سابقاً، وهل يمكن لها أن تقنع الأطراف في المعارضة، السياسية والمسلحة، المؤمنة بأن داعش بات عدواً مشتركاً للانضمام لصفوف الدولة السورية والجيش السوري لمكافحة العدو المشترك، أوضح جميل: «أولاً اسمحي لي أن أضم صوتي إلى صوت د.منى وأن اتضامن مع د.لؤي حسين وأن أطالب معها بإطلاق سراحه لأن ذلك سيكون حتماً بادرة حسن نية من النظام في التوجه نحو حوار جدي مع المعارضة. ثانياً أود أن أدقق بعض المصطلحات لأن (المصطلح يخفي جملاً بأكمله) المصطلح الأول الذي لا أوافق على استخدامه هو مؤتمر المعارضة في موسكو إذ أنه لن يجري في موسكو مؤتمر للمعارضة، ما سيحصل في موسكو هو لقاء للمعارضة، لجزء من المعارضة، التي أرى أنه يستحيل عليها أن تمثل كل أطياف المعارضة السورية» وأضاف «ليس من الممكن بعد الآن أن يقوم شخص منفرداً أو مجموعة ما من المعارضة بتمثيل الجميع وتجعلنا نعود من حيث لا ندري إلى النقطة التي فشل عندها جنيف2 بالدرجة الأولى وهي شكل تمثيل المعارضة وهي التي أراد الأمريكيون والغرب إعطاء الائتلاف صفة الحزب القائد والتي قضينا بسورية عشرات السنين نناضل من أجل تغيير هذا الوضع. الدستور الجديد ثبت الوضع الجديد بسورية (التعددية السياسية)». وقال: «أريد أن أقول وأدقق أنه في سورية اليوم ليست هناك حاجة لشخص أن يتعالى على أحد أينما كان موقعه، سواء أكان بالنظام أم بالمعارضة وأن يقول للآخرين ماذا تمثلون، لأن أجهزة قياس قوة هذه المنظومة أو تلك معطوبة وغير موجودة ونحن مطلوب منّا اليوم إذا كنا نريد أن نكون جديين للوصول إلى حل أن نمثل رغبة السوريين دون أن ندعي تمثيلهم. السوريون لم يفوضوا أحداً بعد، ولم يسألهم أحد بعد عن رأيهم. نريد أن نصل إلى وضع طبيعي يكون فيه صندوق انتخابات طبيعي لكي يظهر وزن كل قوة، بالتالي لا يجوز القول (ماحدا بيمثل حدا)، هذا غير صحيح. ثانياً لا أحد سيشارك بالحوار إذا كان منطقه هو الاستقواء بالخارج والاستقواء بالإرهاب هؤلاء هم الذين أفشلوا الحوار سابقاً وأفشلوا كل محاولات الحل السلمي اليوم. إذا غير قسم من هؤلاء موقفه نتيجة تجربة الحياة وانتقل إلى مواقع الحل السياسي والحوار فأهلا وسهلاً به وأنا اعتقد أن الحوار والحل السياسي بحد ذاته بحال نجاحه سيعطي ضمانات (سياسية) للجميع داخل النظام والمعارضة معاً من خلال تنفيذ الاتفاقات التي تجري من أجل أن نتقدم إلى الأمام لكي يستطيع كل طرف أن يؤمّن الظروف المناسبة لاستمرار عمله وحياته في سورية. لذلك الحوار ضروري ليس فقط للوصول إلى حل وإنما من أجل تأمين الطمأنينة للجميع. وفي نهاية المطاف لا يمكن العمل ضد الإرهاب دون حل سياسي فهما خطان متوازيان ولكنهما مترابطان ويؤثران على بعضهما البعض، سلباً أو إيجاباً».

 

لا للوصاية على المعارضة..!

وبعد أن رد على سؤال حول تسليم أو عدم تسليم روسيا لصواريخ اس300 إلى سورية بأن لا أحد من المتحاورين في البرنامج لديه الإمكانية والصلاحية والقدرة على أن يجيب على سؤال من هذا النوع، أوضح جميل نقطتين حول جنيف «فجنيف1 هو وثيقة وبيان متفق عليه دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة وهو وثيقة أممية، أما جنيف2 فكان محاولة لتطبيق هذه الوثيقة عُرقلت بفعل فاعل وهم أعداء سورية، واليوم نعيد الكرة ونريد أن نعيد جنيف2 بغض النظر عن اسمه سواء أكان جنيف2 أو 3 وسيستطيع السوريون الوصول إلى اتفاق، فالعائق الرئيسي بجنيف2 كان شكل تركيب وفد المعارضة، وإن من شكّل وفد معارضة بهذا الشكل كان يقصد أن لا يصلوا إلى اتفاق.. كان يقصد أن يستمر الاشتباك بسورية، وكان يقصد أن تستمر هذه الحرب العبثية المجنونة التي تستنزف سورية جيشاً واقتصاداً وشعباً وقد آن الأوان لإيقاف هذه الحرب العبثية. نعم الجيش السوري يتقدم أحياناً ولكن داعش تتقدم أحياناً وهناك قوى أخرى تتقدم من هنا ومن هناك، نريد أن ننهي هذا الموضوع، ونريد من كل السوريين الوطنيين المخلصين، رغم اختلاف مشاربهم وآرائهم، وإذا كانوا مختلفين البارحة، فهناك خطر كبير اليوم يخيم على الوطن كله وعلى وحدته وسيادته، وعليهم جميعاً أن يوجهوا سلاحهم ضد الخطر الأكبر. وخلال ذلك أنا أقول وكلنا نقول يجب أن نجري حواراً سياسياً نتفق فيه على الثوابت التي ستحدد سلوكنا بالمرحلة القادمة». وأضاف إن «لقاء موسكو للمعارضة لن يستثني أحداً، حسب ما فهمت، ولكن من سيقاطع الاجتماع يعني أنه يستثني نفسه، والمعارضة قادمة إلى موسكو بدون أي جدول أعمال مسبق، لأنه لا يوجد وصي عليها ولن نسمح أن يكون هناك وصي على المعارضة من أي طرف كان.. واعتقد أن موسكو ستكون مفتوحة لكل القوى المعارضة كي تستطيع تشكيل أرضية مشتركة لحوارها اللاحق مع النظام».

 

«جنيف» عملية وليس جغرافيا.. 

ورداً على سؤال ما إذا كان الروس يتحركون بدعم أمريكي لإنجاح الحوار، طالب د.جميل بعدم تبسيط الأمور لأن الأمريكيين فشلوا فشلاً ذريعاً موضحاً أن جنيف2 انعقد بتوافق ولكنه فشل، والمطلوب اليوم الاستفادة من أخطائه من أجل أن ينجح جنيف، وعند الحديث عن جنيف نحن لا نقصد مكاناً جغرافياً بل نقصد عملية سياسية محددة، لذلك أنا ضد إطلاق اسم موسكو1 لأن البعض يتذرع بهذه التسمية ليفلت من جنيف ووثيقة جنيف.