عرض العناصر حسب علامة : البشر

متى تُحلّ مشكلة الفضلات البشرية حلاًّ عادلاً للجميع؟

«إزالة التضادّ بين المدينة والقرية ليست ممكنةً وحسب، بل غدت ضرورةً مباشرة للإنتاج الصناعي نفسه، كما للإنتاج الزراعي. وفضلاً عن ذلك فهي ضروريةٌ لاعتبارات الصحّة الاجتماعية. وعن طريق الاندماج بين المدينة والقرية فقط يمكن التخلُّص من التلوث الحاليّ للهواء والماء والتربة، وبهذا الشرط وحده تستطيع جماهير سكان المدن، وهي على سبيل الذبول الآن، من التوصُّل إلى وضعٍ يُستَخدَم فيه برازهم سماداً للنبات بدلاً من أنْ يكون مَصدراً للأمراض» - فريدريك إنجلس (ضدّ دوهرينغ 1878). بعد أكثر من قرن من هذه النبوءة، ما زالت تتطور الأبحاث المتعلقة بكيفية «إعادة تدوير» ومعالجة الفضلات البشرية الصلبة والسائلة. وفيما يلي تلخيص لإحدى المقالات العلمية الحديثة التي تتناول أحد المشروعات التجريبية للاستفادة من البول البشري لصناعة الأسمدة ولأغراض أخرى مفيدة. لكنه اقتضى التعليق لأنه بقراءته يتبين لنا أنّ الملكية الخاصة الرأسمالية والربح ما زالت هي الهواجس الأساسية وراء تطوير مشروعات كهذه، حيث ما زال 57% من سكان العالم يفتقرون إلى أنظمة مركزية للصرف الصحي!

الخريف كما يجب أن يكون.. شهر الحصاد والتغيير

تتخيّل أغنية «النملة والصرصور» للأطفال حواراً دار بين النملة المُجتهدة والصرصور الكسول على امتداد فصول السنة. ففي الوقت الذي كان فيه الصرصور يلهو ولا يفعل شيئاً سوى الغناء والسخرية من النملة، كانت هي تجتهد في خزن الطعام وتهيئة منزلها لأيام البرد. وحينما حلّ الشتاء انقلبت الآية وجاء الصرصور البردان والجائع يترجاها طلباً للطعام، لكنها رفضت فتح بابها له وظلت تغني في ركنها الدافئ. تبدو لي أغنية الأطفال هذه أغنية الخريف بامتياز وإن كانت الصلة غير واضحة للوهلة الأولى بين الاثنين، ففصل الخريف ارتبط في تاريخ الإنسان وسائر الكائنات الحيّة الأخرى بمرحلة التهيئة للشتاء وحصاد ما تم زرعه وإنضاجه في الأرض طوال فصلي الربيع والصيف. هو فصل الركون والاستعداد لما سيأتي؛ أو هكذا كان الأمر حينما كانت علاقة الإنسان بالطبيعة علاقة مباشرة دون وساطات، وحينما كان يأكل ما يزرع ويجوع إن لم يبذل جهداً كافياً في العمل.

المخاطر المهددة للبشرية عام 2019 والشعوذة الرسمية

أطلقت منظمة الصحة العالمية «برنامج العمل العام الثالث عشر» لمواجهة- بحسب تقديرها- المخاطر العشر الأكثر تهديداً للبشرية عام 2019. تنتقل هذه المخاطر من الأمراض المتنقلة وغير المتنقلة إلى الوضع المعيشي الهش لنسبة كبيرة من سكان الأرض.

الكوكب في حالة حرجة.. الجنس البشري مهدد

في الخامس والعشرين من تشرين الأول الماضي، أطلق برنامج الأمم المتحدة البيئي تقرير جيو 4، وهو حصيلة لحالة البيئة العالمية. يتألف التقرير من 524 صفحة مقسمة إلى ستة أقسام رئيسية توافق عشرة فصول: في مطلع كل فصل، تضم صفحتان الرسائل الرئيسية الموجهة لحكومات العالم حول السياسات الواجب الترويج لها بهدف استعادة البيئة وإنقاذ الكوكب والبشرية.

ربمـا صديقنا يوسا

يتفرد الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا، من بين جميع رواة العالم، بأنه الكاتب الأكثر لعباً وتجريباً، والأكثر اجتراحاً للتقنيات

هل يجب أن نشعر بالسوء لقيامنا بالإيثار؟

سمعت وقرأت في أكثر من مكان عن أنّ الإيثار، أو الغيرية، هي مجرّد ضربٍ من ضروب الوهم والخيال. فوفقاً لهذا الرأي فإنّ الشـخص الذي يقوم بفعل خيّر تجاه الغير بذريعة الإيثار، يبتغي بلا شك مقابلاً لفعله هذا. وليس بالضرورة أن يكون الشيء الذي يبتغيه في المقابل ملموساً، بل يكفي أن يشعر بالرضا حتّى يكون إيثاره فعلاً بمقابل. مثال: قيام إنسانٍ بسداد دين إنسانٍ آخر دون أن يعلم المدين بهوية دافع الدين. الشـخص الذي دفع الدين لا ينتظر من صاحب الدين أيّ مقابل ملموس لكونه لم يعلم بالأساس هوية دافع الدين، لكنّ شعوره بالرضا عن قيامه بما فعل كفيلٌ بتعويضه عمّا دفعه، ولهذا فإنّ الإيثار لم يتحقق هنا لكونه حصل على مقابلٍ لفعله، وعليه فإنّ الإيثار مفهوم خيالي لا يمكن الوصول إليه.