تلوث المياه الجوفية في سهل عكار ومسؤولية المبيدات والأسمدة
تحت عنوان «الإدارة المتكاملة للمياه الجوفية الملوثة بالنترات في سهل عكار طرطوس» قدم الدكتور أحمد وزان بحثاً في مجلة جامعة تشرين، سلسلة العلوم الهندسية
يعد تلوث المياه الجوفية بالنترات مشكلة شائعة في العديد من دول العالم وبخاصة الزراعية منها، حيث ينشأ التلوث في هذه البلدان بشكل أساسي من الاستخدام الزائد للتسميد في المناطق الزراعية ومن النفايات الصناعية والصرف الصحي وروث الحيوانات، وأيضاً من التثبيت الجوي للنتروجين بواسطة النباتات، بالإضافة إلى مركبات النتروجين التي تنشأ بفعل بعض الصناعات وانبعاثات السيارات، وتترسب على الأرض بشكل مواد صلبة. وتعد النترات من المركبات المسرطنة والخطرة على الصحة البشرية إذا ما وجدت بتراكيز مرتفعة، وتأتي هذه الخطورة من تحول النترات الممتصة إلى نتريت بفعل بكتريا خاصة في البطن والذي يسبب بدوره ما يعرف بالميثموغلوبينيميا لدى الرضع والحوامل (مرض ازرقاق الرضع) كما يمكن أن يسبب سرطان المعدة لدى البالغين عبر تفاعله مع الأمينات والأميدات في البطن مشكلاً مواد مسرطنة (النترو أ زميدات والنترزوأمينات)، لذلك يجب تطبيق أسس الإدارة المتكاملة للمياه الجوفية في منطقة الدراسة والمحافظة على مستويات منخفضة للنترات في المياه الجوفية المستخدمة للشرب وللري.
الحمضيات مصدر دخل أساسي
تتصف المنطقة الساحلية بكثافة سكانية كبيرة ومعتمدة في أغلبها على الزراعة كمصدر للدخل الفردي والقومي حيث يعتمد الاقتصاد الوطني في سورية اعتماداً رئيسياً على المنتجات الزراعية، وتتركز معظم الزراعات في منطقة سهل عكار في طرطوس، والذي يعد من أهم وأخصب الأراضي الزراعية في سورية وهو المجال الحيوي الوحيد للتوسع بزراعة الحمضيات إضافة إلى ملائمة مناخه وأرضه لجميع المزروعات والمحاصيل والأشجار المثمرة وكذلك النباتات الطبية والعطرية والتجميلية.
ويعاني السهل من مشاكل متعددة وبالغة الخطورة كالتشبع المائي والغدق في بعض المواقع ومن الضروري إيجاد الأساليب المناسبة لتجفيف وصرف المياه الفائضة منه وحماية الأراضي المنخفضة من الغرق عن طريق إقامة شبكات صرف مطمورة في الأماكن المناسبة لها وتطوير شبكات الصرف المكشوفة وإقامة شبكات ري مطمورة تناسب عملية التحول إلى الري الحديث مع تطوير شبكة الطرق القائمة وتوسيعها والعمل على رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للسكان، ومن أهم المشكلات التي ظهرت في سهل عكار هي ارتفاع نسبة النترات في المياه الجوفية للآبار المستخدمة في الشرب والري في تلك المنطقة ويعود ذلك إلى كثرة التسميد واستخدام المبيدات الحشرية بكثرة وتوزع مصبات الصرف الصحي العشوائية وتربية الحيوان في تلك المناطق ومن هنا تأتي أهمية دراسة ارتفاع نسبة النترات في المياه الجوفية لهذه المنطقة الحيوية في طرطوس.
مصادر المياه في سهل عكار
يوجد في منطقة السهل مجموعة من الأنهار منها الكبير الجنوبي والأبرش والعروس وخليفة وأبو الورد، ومن السدود الأبرش وخليفة وتل حوش، وآلاف الأبار في محافظتي طرطوس وحمص، وقد توقفت معظم هذه الآبار عن العمل مما زاد من نسبة الغدق وارتفاع مستوى التشبع المائي في السهل.
الاستنتاجات
إن تراكيز النترات في المياه الجوفية للمناطق المدروسة كانت ضمن الحدود المسموحة تقريباً ما عدا منطقة كرتو لوحظ زيادة في تركيز النترات ووصل حتى 96.36mg/l.
إن مستوى قرينة الخطر لمرض الميثموغلوبينيميا كان ضمن الحدود المسموحة لمعظم المناطق ولكن لوحظ زيادة في هذا المؤشر في منطقة كرتو واحتمال كبير بزيادة مستوى الميثموغلوبينيما لدى الرضع الذين يتناولون هذه المياه.
التوصيات
ضرورة التحكم بكميات السماد النتروجيني المطبقة في سهل عكار ودراسة الكميات المطبقة فعلياً أثناء فترة الدراسة حيث لا توجد حتى الآن دراسة فعلية لهذه الكميات.
ضرورة المحافظة على المياه الجوفية في سهل عكار ومراقبتها بشكل دوري من خلال التحاليل المخبرية وتنظيم وجود مصبات الصرف الصحي وعمل مزارع تربية الحيوانات التي تكثر في هذه المنطقة.
متابعة الدراسة والبحث في آلية انتقال الملوثات النتروجينية ضمن التربة ووصولها إلى المياه الجوفية وتحديد المصادر النقطية وغير النقطية لهذه الملوثات.
متابعة البحث والدراسة لطرق التحكم وإزالة النترات من المياه الجوفية واقتراح أفضل طريقة من خلال دراسة فائدة وسلبيات كل طريقة معتمدة.
تطبيق الخطوات الأساسية في عملية إدارة المياه الجوفية من خلال:
إنجاز البيئة (الظروف) يتم فيها تقييم الخطر البيئي (مياه جوفية، نهر ،هواء).
تعريف المصادر الكامنة للخطر البيئي (منتجات كيماوية ملقاة في نهر، أسمدة ا زائدة...).
توقع تكرار الحدث والنتائج المرتبطة بهذا التكرار خلال فترة زمنية.
القيام بعملية الإدارة المتكاملة بشكل نهائي وفق النتائج التي تم الحصول عليها.