«الشرق الأوسط الجديد».. حدود تصنّعها الحروب الأميركية..
يشكّل التهديد بتدخّلٍ عسكريّ تركيّ ضد مقاتلي حزب العمّال الكردستاني PKK الذين لجؤوا إلى العراق آخر مرحلة في صعود التوتّر في الشرق الأدنى. فمن أفغانستان إلى الصومال، مروراً بالعراق ولبنان، لقد غيّرت «الحرب ضد الإرهاب» التي أطلقها الرئيس جورج والكر بوش هذه المنطقة برمّتها في الأعماق. ولكن ليس كما حلم به مخططو واشنطن الاستراتيجيون. فما يشكّل اليوم خصوصيّةً في «الشرق الأوسط الكبير» هو إضعاف هياكل الدول، وتكاثر النزاعات، والتدخّل المتزايد للقوّات العسكريّة الغربيّة، ودور المجموعات المقاتلة. ورغم اجتماع أنابوليس (في الولايات المتحدة) حول السلام الإسرائيلي الفلسطيني، ما زال هذا الملف في طريق مسدود، لمدى وضوح انحياز الإدارة الأمريكية، ولمدى رسوخ التصلّب الإسرائيلي. أمّا الانقاسامات بين فتح وحماس فهي لا تساعد في البحث عن حلّ.
المحور الاستراتيجي الجديد
«قبل عشرة أعوام، كانت أوروبا هي محور السياسة الخارجية الأميركية. وهكذا كانت الأمور، منذ نيسان /أبريل 1917، عندما أرسل وودرو ويلسون مليون رجل إلى الجبهة الغربيّة، وصولاً إلى تدخّل الرئيس (وليم) كلينتون في كوسوفو في العام 1999. وخلال جزء كبير من القرن العشرين، كانت أوروبا هي محطّ اهتمامنا الأوّل والحيويّ. (...) الآن، كلّ شيء تغيّر. (...) وسيشغل الشرق الأدنى، عند الرئيس (جورج و. بوش) ووزيرة الخارجية (كوندوليزا رايس)، وسيحتلّ لدى من سيخلفونهما، المكان الذي كانت تشغله أوروبا عند مختلف الإدارات خلال القرن العشرين». هذا ما صرّح به في 11 نيسان/ أبريل 2007 السيّد نيكولاس بورنز، نائب وزيرة الخارجية الأميركية.
وكما ردّده مراراً الرئيس بوش، «ما يرتسم من خلال الشرق الأوسط الكبير هو أكثر من نزاع عسكريّ. إنها الحرب الأيديولوجية المصيريّة لزمننا هذا. فمن جهة، هنالك من يؤمنون بالحرّية والاعتدال؛ ومن الجهة الأخرى، المتطرّفون الذين يقتلون الأبرياء والذين يعلِنون عن نيّتهم بالقضاء على نمط عيشنا».
هكذا منذ 11 أيلول/ سبتمبر، أصبح «الشرق الأوسط الكبير» - وهي منطقة غير واضحة المعالم، تمتدّ من باكستان إلى المغرب مروراً بالقرن الإفريقيّ- المنطقة الأساسيّة لانتشار القوّة الأميركية وحلبة المواجهة الأساسيّة، لا بل حتى الوحيدة، لما يصفه البيت الأبيض بالصراع العالميّ. ونظراً إلى مصادرها النفطيّة، وموقعها الاستراتيجيّ ووجود إسرائيل، فكثيراً ما وردت المنطقة ضمن أولويّات الولايات المتحدة، خاصّةً منذ العام 1956 والضمور التدريجيّ لنفوذ فرنسا والمملكة المتّحدة. فوفق شرح فيليب دروز- فينسان في تحليل حذِق لـ«اللحظة الأميركية» في الشرق الأوسط، باتت هذه المنطقة تشغل مكان أميركا اللاتينية في كونها «حديقة خلفيّة مباشرة» للولايات المتحدة؛ مع منحى إضافيّ، لم يسبق لأميركا الجنوبية أن شهدته من قبل، وهو أن تكون حلبة صراع حيويّة لحرب عالميّة ثالثة.
وبحكم ذلك لقد تغيّر المشهد. لا شكّ أنّ ذلك كان هدفاً استراتجيّياً للبنتاغون وللمحافظين الجدد، لكن قد تراودنا شكوك في أن تكون النتائج مطابقة لأحلامهم في إعادة قولبة المنطقة لإحكام هيمنتهم عليها على نحو طويل الأمد - كما فعل القادة الفرنسيّون والبريطانيّون بعد الحرب العالمية الأولى.
تورّطٌ مباشر للجيوش الغربيّة في أفغانستان والعراق ولبنان
لقد تحوّل هذا «الشرق الأوسط الكبير» إلى «منطقة حروب مفرِطة»، تتميّز بعدد نزاعاتها الدامية وتزامنها - وأيضاً بالتورّط المباشر للجيوش الغربيّة. فأفغانستان تغوص في الفوضى، في حين تغوص في وحولها الجيوش الأميركيّة وجيوش منظمة حلف شمال الأطلسي. ويشهد العراق، في الوقت نفسه، مقاومةً لاحتلال خارجيّ ومواجهات طائفيّة وإثنيّة أوقعت مئات الآلاف من الضحايا - أكثر من الإبادة الجماعيّة في رواندا، وفق بعض المراقبين- فتحت جراحات سيكون من الصعب أن تلتئم.
لبنان دخل في حرب أهليّة صامتة، بين حكومة السيّد فؤاد السنيورة والمعارضة المجتمعة حول حزب الله والتيار الوطني الحرّ بقيادة الجنرال ميشيل عون؛ ويمكن للمواجهة مع إسرائيل أن تستأنف في أيّة لحظة، بالرغم من وجود فرق عسكرية كبيرة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان. وفي فلسطين، سرّعت حركة الاستيطان والقمع، ليس فقط تجزئة الأرض، بل أيضاً تفكّك المجتمع والتداعي الذي ربما لا عودة عنه للحركة الوطنيّة. ومنذ التدخّل الإثيوبيّ، في كانون الأول/ ديسمبر 2006، بدعم من واشنطن، اكتسبت الصومال المكانة المشبوهة عندما اعتُبرت "الجبهة الجديدة للحرب على الإرهاب". ويمكننا أيضاً ذكر دارفور والنزاعات في باكستان و«التهديد الإرهابيّ» في المغرب العربيّ أو احتمال تصادم جديد بين سورية و«إسرائيل».
من الآن فصاعداً، باتت هذه الصراعات، التي لكلّ منها تاريخٌ خاصّ وأسبابٌ محلّية، مندرجةً ضمن رؤية أميركيّة تُكسبها «معنىً ما». ففي أيام الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة (على غرار الاتّحاد السوفيتي) تنظر إلى كلّ أزمة من خلال منظور المواجهة بين الشرق والغرب. وهكذا، لم تكن نيكاراغوا في السبعينيات والثمانينيات حلبة صراع للجبهة الساندينيّة ضدّ ديكتاتوريّة عنيفة، من أجل بناء مجتمع أكثر عدالةّ، بل بلدٌ من المُحتمَل أن يميل لجهة إمبراطوريّة الشرّ، أي الاتّحاد السوفيتي - وهو تفسيرٌ دفع ثمنه الشعب النيكاراغوي عشرة أعوام من الحروب والدمار. وفيما يخصّ واشنطن، لم يعد هنالك من مشكلة فلسطينيّة أو أزمة دولة في الصومال أو عدم توازن طائفيّ في لبنان، بل مواجهة عالميّة بين الخير والشرّ. وفي المقابل، يغذّي هذا الخطاب خطاب تنظيم القاعدة حول حرب تتجدّد باستمرار ضدّ «الصليبيّين واليهود».
في النهاية، تحوّلت هذه الثنائية التبسيطية، جزئياً، إلى نبوءة تحقّق ذاتها؛ تتلاعب فيها الفعاليات المحليّة بهدف تعزيز مواقعها. ومثال الصومال يوضّح الأمور بهذا الصدد: إذ أنّ الحكومة الفيدرالية الانتقالية الصومالية، المؤلّفة من قادة حرب فاسدين وغير قديرين، قد «باعت» إلى البيت الأبيض فكرة أن البلد تحوّل إلى حقل ينشط فيه «الإرهاب الدولي». لذا شجّعت واشنطن التدخّل العسكري لأديس أبابا للتخلّص من المحاكم الإسلامية التي استولت على مقديشو قبلها بستّة أشهر. وهكذا أُهمِلَت الديناميّات الداخلية لمصلحة تحاليل شموليّة. لذا فإن هذا الاجتياح لبلد مسلم من قبل أثيوبيا، وهي بلدٌ مسيحيّ، سيعطي المصداقية لأكثر المجموعات الإسلاميّة تطرّفاً.
مثالٌ آخر، هو لبنان، الدولة الهشّة التي ترتكز على سيمياء طائفيّة دقيقة. تصعّب الحكومتان الأميركية والفرنسية، بدعمهما الحاسم معسكراً ونصف البلد ضدّ النصف الآخر، الوصول إلى أيّ حلّ محلّي. ولم يعد البلد سوى حلبة صراع بين الغرب وحلفائه من جهة، وإيران وسورية من جهة أخرى - وقد تبدو أيّة تسوية، علماً أنها ضرورية، «انتصاراً للشرّ».
إن تعدّدت الحروب، فإن هنالك ألف رابط يُحاك فيما بينها. أسلحةٌ، رجال، تقنيّات، تعبر الحدود التي أصبحت مخروقة أكثر فأكثر، أحياناً مع مرور مئات آلاف اللاجئين الذين دفعت بهم ضراوة الحروب إلى المنفى. وهكذا، بدأت تنتشر في أفغانستان، منذ سنتيْن، أشكال للمواجهة أبصرت النور في العراق، خاصّة العمليّات الانتحارية (وهي لم تكن معروفة أثناء الاحتلال السوفيتي) -ونجد الأساليب نفسها في الجزائر اليوم- أو استخدام القنابل المحليّة الصنع (improvised explosive devices, IED) التي تستهدف ناقلات الجند.
في مخيّم نهر البارد، في لبنان، مئات المحاربين، من بينهم العديد من الأجانب، تدرّبوا في العراق، صمدوا أمام الجيش اللّبناني لأكثر من ثلاثة أشهر. هكذا، آلاف المقاتلين العرب، والباكستانيّين، والقادمين من آسيا الوسطى، الذين تدرّبوا في العراق، بدؤوا يتوّزعون هنا وهناك - فلنذكّر بأنّه، بعد الحرب ضدّ السوفيت في أفغانستان، التحق محاربون آخرون، تدرّبوا على أيدي المخابرات الأميركية والباكستانية، بالمجموعات الإرهابيّة في مصر والجزائر أو سواها، وكوّنوا العديد الأكبر لتنظيم القاعدة. ومن جهة أخرى، غذّت هذه الحروب عمليّات تهريب مربحة: إذ أنّ مئات الأسلحة التي أُعطيَت للقوى الأمنيّة العراقية، باتت الآن بحوزة مجرِمين في تركيا...
مناطق كاملة تفلت وحدها، مغذيّة طموحات استقلاليّة أخرى
ضمن هذا الإطار، تشهد دول المنطقة، التي أضعفتها عقودٌ من الديكتاتوريّة والفساد، على تقلّص لدور الدولة. بل في بعض الحالات اختفت الدولة بكلّ بساطة، كما في أفغانستان. وفي العراق، لم يأتِ التقهقر الحاليّ نتيجة الحرب فقط، بل أيضاً نتيجة نحو ثلاثة عشر عاماً من الحصار (1990-2003) أفرغت الدولة من فحواها. هذه هي الفترة التي بدأ يتعزّز خلالها التأثير السلفيّ في البلد، خاصّةً من خلال الطرقات السرّية مع الأردن التي كان يُنقل عليها، إضافة إلى الطعام والأدوية، الأسلحة والأفكار المتطرّفة. ولا يمكن لأيّة دولة مجاورة -لا السعودية ولا إيران ولا تركيا ولا سورية- ألاّ تكترث لعدم استقرار على حدودها: لذا، تتدخّل كلّ منها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، دفاعاً عن مصالحها الخاصّة. ففي لبنان، لم تفلح محاولات إعادة بناء سلطة مركزيّة. وفي فلسطين، السلطة مستمرّة فقط بفضل مساعدات عسكريّة واقتصادية أجنبيّة ودعم الحكومة الإسرائيليّة. أراض بأكملها، من كردستان الإيرانيّة إلى غزّة، تفلت وحدها مغذّيةً طموحات استقلالية أخرى، من أكراد تركيا إلى بالوش إيران وباكستان.
لم يسبِق للدور الذي تقوم به المجموعات المسلّحة أن كان بهذه الأهمّية، وهو ما يزيد تعقيد أيّة مفاوضات. ففي أفغانستان، كما في العراق أو الصومال، هذه المجموعات هي التي تدير الدفّة. في لبنان، حزب الله؛ وفي غزّة، حماس هي المسيطرة. وقد برهنت هذه المنظّمات عن فعّالية خطيرة. فها هي، في العراق، تفشّل أعظم جيش غربيّ، وفي أفغانستان تعجز فرق شمال الأطلسي عن القضاء عليها. وفي لبنان، لم يقم حزب الله فقط بمقاومة الاعتداء الإسرائيليّ مدّة ثلاثة وثلاثين يوماً، بل غيّر قواعد اللّعبة: فللمرّة الأولى منذ فترة 1948 أُرغم قسمٌ كبيرٌ من سكان إسرائيل على مغادرة منازله.
«جيل ثالث» من المجاهدين الإسلاميين يظهر اليوم في فلسطين وحتى حركة حماس، المحصورة داخل غزّة، أصبحت قادرة على ضرب مدينة إسرائيليّة كسديروت. فاستخدام أسلحة بدائيّة لكن فعّالة وقابلة للاستبدال بسهولة (قنابل محليّة الصنع، صواريخ قسّام، أسلحة مضادّة للدروع، الخ.)، يرسم حدود القوّة الأميركيّة والإسرائيليّة. ويضع زييف شيف، كاتب الافتتاحيات العسكريّ، الذي اختفى مؤخّراً، من صحيفة هَآرتز الإسرائيلية، محصّلةً واقعيّة: «حتى ولو صرّحنا عشرات المرات بأنّ حماس تتعرّض للضغط العسكري وبأنها تريد وقف إطلاق النار، فذلك لن يلغي حقيقة انهزام إسرائيل فعلياً في معركة سديروت. (...) فقد اختبرت إسرائيل في سديروت شيئاً لم تشهده أبداً منذ حرب الاستقلال، وربّما إطلاقاً: إذ توصّل العدوّ إلى إسكات مدينة بأكملها وأوقف فيها أيّة حياة طبيعيّة».
الدفع إلى «التطرف»
الطريق المسدود سياسياً في فلسطين، وتفكّك الدول، والتدخّلات العسكريّة المتعاقبة للولايات المتّحدة، تمهّد لشعور باليأس الانتحاري وتقدّم حججاً للمزايدة المتطرّفة من تنظيم القاعدة. فعقب خطف صحافيّين في غزّة من قناة «فوكس نيوز» الأميركية، على يد مجموعة لا تزال مجهولة الهويّة، نشرت صحيفة «الوطن» السعوديّة، في 31 آب/ أغسطس 2006، مقالاً حول «الجيل الثالث» من المجاهدين الإسلاميّين الذي بدأ يظهر في فلسطين والذي أصبح ينتقض حماس وحركة الجهاد الإسلاميّ. ويخصّه الكاتب بالميّزات التالية: لا يتمتّع بقاعدة شعبيّة واسعة؛ يرفض أيّة تسوية؛ لا يشعر بأنه مرتبط بقوانين اللّعبة السياسيّة؛ ولا يستهدف فقط الإسرائيليّين؛ إذ لا تقتصر مطالباته على فلسطين. إنّ قدرة المجموعات، التي تدّعي انتماءها إلى القاعدة، على التوسّع داخل العراق وأفغانستان والتفرّق في المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان والتمركز في المغرب أو الصومال، تؤكّد على التأثير الذي تمارسه عقيدة متطرّفة في وقت تتشقّق فيه الحدود الإقليميّة.
فالقوميّة التي قولبت المنطقة منذ الحرب العالميّة الأولى، أصبحت عرضةً للانتقاد بفعل انبعاث الهويّات الإثنيّة- الدينيّة – وهو انبعاثٌ تشجّعه واشنطن، عن غير وعي أو نتيجة تخطيط مسبق. فالجنرال ديفيد بتراوس، القائد الحاليّ للجيوش الأميركية في العراق، كان على رأس الفرقة 101 المحمولة جوّاً التي سيطرت على الموصل في العام 2003. إحدى أولى قراراته كانت بإنشاء مجلس مُنتَخَب بالاقتراع، لتمثيل المدينة: هكذا وُضِعَت صناديق منفصلة للأكراد والعرب والتركمان والمسيحيّين، الخ. لقد اختفى «العراقيّون».
من أجل أقليات متصارعة
تقليص المنطقة إلى مجرد فسيفساء من «الأقليّات»، بات يسيطر على السياسة الأميركيّة بمجملها؛ وهو يدفع كلّ واحد إلى التماهي مع طائفته، على حساب أيّ انتماء وطنيّ (أو آخر)، ويقوّض سيادة الدول ويُفضي إلى صراعات لا نهاية لها: في العراق اليوم، في سورية أو إيران غداً؟ كما يشجّع على جميع أنواع التدخّلات الأجنبيّة، الإقليميّة والدوليّة، التي يتلاعب كلٌّ منها بالأطراف المحلّية، لما فيه خدمة مصالحها الخاصّة. وقد أدّت إسرائيل في الواقع، منذ الثمانينيات، دوراً أساسياً في بلورة هذه الإستراتيجيّة.
خلال الولاية الأولى للرئيس بوش، لم يتردّد المحافظون الجدد في اعتماد إستراتيجيّة «الفوضى الخلاّقة» في الشرق الأدنى. وفي حين كان لبنان ينهار تحت قذائف الطيران الإسرائيليّ، خلال حرب صيف 2006، كانت للسيّدة كوندوليزا رايس الجرأة لتصرّح بأنّ «ما نراه هنا، هي عذابات ولادة شرق أوسط جديد، ومهما فعلنا، يجب أن نكون متأكّدين بأننا نعمل لنمشي قدماً باتجاه هذا الشرق الأوسط الجديد، وليس للعودة إلى الشرق الأوسط القديم». إن كانت الصلافة في تصريح كهذا قد أثار، في تلك الفترة، بعض الانتقادات القاسية، فقد كانت وزيرة الخارجية الأميركية على حقّ، بمعنىً ما: ما يولد أمام أعيننا، منذ 11 أيلول/ سبتمبر، هو «شرق أوسط جديد» بحقّ، وهو إضافة إلى أنّه لا يشبه أبداً ما تصوّره المسؤولون الأميركيّون، أصبح عامل عدم استقرار هام وطويل الأمد للسياسة العالميّة برمّتها.
■ لوموند ديبلوماتيك