بصراحة.. متلازمة  الخبز والوطن

بصراحة.. متلازمة الخبز والوطن

«نحن عمال سورية إن كنا سندخل أراضينا المحتلة فسندخلها للتحرير وليس للعمل» هذا موقف من أحد المواقف العمالية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريح هيئة البث الخاصة بالاحتلال الإسرائيلي عن عزمها إدخال عمال سوريين من المناطق التي احتلتها حديثا إلى الجولان المحتل للعمل هناك مقابل أجر يومي ما.

وهذا الموقف العمالي وغيره من المواقف ليس بجديد على الطبقة العاملة فلطالما عبرت عن موقفها الوطني الراسخ والأصيل منذ تشكلها الجنيني الأول فنشأت عليه وكبرت به وصار ملازماً لها كملازمة الروح للجسد ورغم كل الأزمات والضغوطات التي تعرضت لها سواء سياسية أو اجتماعية أو معيشية بقيت على ذلك الموقف ومتمسكة به خاصة لأنها طبقة اجتماعية تعتبر الأوسع والأكثر تعبيراً عن الوحدة الوطنية الجامعة للوطن السوري وما يرفع من شأن هذه المواقف خلال هذه الأيام بالذات هو الحال المعيشي الكارثي الذي وصل إليه العمال والذي هو امتداد لأكثر من عقد ونصف من التدهور المتسارع الكبير أي إنه موقف كبير بأمعاء خاوية لا تعلم من أين ستأكل ولا كيف تطعم أطفالها فما بين البطالة والفصل والاستبعاد وما بين الأجور التي لا تكفي لجزء من المعيشة تقبع الطبقة العاملة تحت خط الفقر على حافة التهميش الاجتماعي المقيت.

إن حماية الموقف الوطني للسوريين بشكل عام والعاملين بأجر بشكل خاص يتطلب دعم هذا الموقف ومده بأدوات ثباته واستمراره ليس من باب المكافأة على واجب حملوه بأنفسهم بل كضرورة وطنية وموضوعية فمتلازمة الخبز والوطن قانون موضوعي منطقي لا يحتاج إلى شروحات كثيرة، فتسليح العمال بأدوات صمودهم المعيشي والاجتماعي هو أساس سلاحهم الوطني وشعورهم بالأمن الوظيفي والحياتي المعيشي جوهر إحساسهم بالأمن الوطني لذلك فأي تأخير بمعالجة القضايا الخاصة بهم هو إضعاف لهم ولمواقفهم وبالتالي إضعاف للوطن بأسره، ولا يجوز الاستمرار بالاعتماد عليهم وعلى ثوابتهم العظيمة وعلى فكرة الانتماء الوطني للأرض والمجتمع فهذه ناقصة لا تكتمل إلا بنيلهم لحقوق المواطنة وعلى رأسها حقهم بالعمل الكريم الآمن وبنمط عادل لتوزيع الثروة يؤمن أجوراً توازي الحد الأدنى لمعيشة كريمة فكرامة الوطن من كرامة عماله وكادحيه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1216