عمال العالم يتظاهرون في يوم العمال العالمي

كانت وما زالت الإضرابات السلاح الأمضى للعمال لتحقيق مطالبهم العادلة، حيث يرفض العاملون الاستمرار في أعمالهم قبل الحصول على أجور وظروف عمل أفضل. وكان قطاع النقل الأكثر تأثراً في هذه الإضرابات في أوروبا.
نعرض في هذه المادة بعض الاحتجاجات العمالية في اليوم العالمي للعمال في العديد من البلدان.
في بلجيكا: أكدت عمّال نقابة مطار شارلروا الذي يقع جنوبي البلاد أنهم سيتوقفون عن العمل حتى الثاني من أيار. وكانت النقابة قدمت بالفعل إشعاراً بالإضراب لخدمات الأمتعة والمطاعم في وقت سابق وتتصاعد التوترات الاجتماعية بمطار شارلروا، إذ قدم العاملون شكاوى عديدة بشأن مضايقات الإدارة للعمال ومطالبات بحقوق عمالية متعددة.
في المملكة المتحدة: بدأ عمال مطار هيثرو إضرابات عن العمل اعتباراً من 29 نيسان الماضي وحتى 2 أيار الجاري بسبب قيام الإدارة بتسريح عدد من العاملين. ويستعدّ عمال المطار كذلك لإضراب آخر لمدة أسبوع، حيث سينضم للإضراب نحو 800 عامل في مختلف الوظائف، خلال الفترة من السابع إلى 13 من أيار، كذلك، طالب عمال مترو أنفاق لندن بوقف العمل الإضافي من 29 نيسان إلى الخامس من أيار 2024.
شارك العمّال البريطانيون، في الأول من أيار في احتجاجات ومظاهرات واسعة عمّت مناطق عدة في العاصمة لندن، بمناسبة يوم العمال العالمي، مطالبين الحكومة بحظر تصدير الأسلحة للكيان الصهيوني. وإنهاء الاحتلال، حمل خلالها المتظاهرون أعلاماً وكوفيات فلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات مثل: «عمال من أجل فلسطين حرة» أمام المصانع في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
في اليونان: قام آلاف من القوى العاملة اليونانيين بمظاهرة في وسط أثينا يوم الأربعاء الأول من أيار، للمطالبة بزيادة الحد الأدنى لأجورهم ورواتبهم إلى متوسط​​ مستوى المعيشة، وللاحتجاج على الحرب في غزة، شارك فيها عمال الموانئ اليونانية وقطاع خدمات النقل بالحافلات ومترو الأنفاق في العاصمة أثينا في إضراب لمدة 24 ساعة كانت قد دعت إليه أكبر النقابات العمالية في القطاعين العام والخاص في اليونان بمناسبة يوم العمال العالمي. وحمل المتظاهرون الذين احتشدوا أمام البرلمان الأعلام الفلسطينية تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
النرويج: حصلت نقابات عمال النفط النرويجية على اتفاق جديد محسن للأجور للعمال مع شركات النفط النرويجية، في يوم العمال العالمي بعد تهديد النقابات بخوض إضراب عن العمل، وقالت النقابات إن العقد الجديد يرفع الأجر السنوي لعمال النفط والغاز بمقدار 44 ألف كرونة نرويجية (4021 دولاراً)، بالإضافة إلى بعض التعديلات على أجور العمل الإضافي. وقال نائب رئيس شركة مجموعة أوفشور النرويجية الصناعية: «لو فشلت المفاوضات كنا قد دخلنا في خطر الإضراب». كذلك، شهدت كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وصولاً إلى بولندا وهولندا إضرابات مختلفة، للمطالبة بزيادات أجور وتأمينات عمالية، واحتجاجات للمزارعين، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، والمطالبة بإعفاءات ضريبية على المحاصيل المحلية، وفرض ضرائب على المحاصيل المستوردة شارك فيها مئات آلاف المزارعين، واتخذت أشكالاً عدة، في مراكز المدن، مثل باريس وبرلين، وبروكسل حيث تتشابه مطالب المزارعين في غالبية هذه البلدان وهي امتدادٌ لموجة الاحتجاجات والإضرابات التي شهدتها تلك الدول منذ بداية العام.
في آسيا، قام عمال ونشطاء وآخرون بمظاهرات واحتجاجات في يوم العمال العالمي في معظم عواصم ومدن القارة الأسيوية مثل لاهور وداكا وتايبيه ومانيلا وغيرها، طالبوا خلالها بظروف عمل أفضل والعديد من الحقوق.
في كوريا الجنوبية تظاهر الآلاف في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية وفي أكثر من عشرة مواقع في جميع أنحاء البلاد. ولوحوا بالأعلام ورددوا شعارات مؤيدة للعمال في مظاهرة الأول من أيار، وصعّدوا انتقاداتهم للسياسات المناهضة للعمال التي تتبعها الحكومة، وقال رئيس اتحاد نقابات العمال الكوري: لقد غرق عمالنا في اليأس، لا يمكن التغاضي عن سياسات الحكومة.
الفلبين: في العاصمة الفيليبينية مانيلا، نظّم العمال والنشطاء اليساريون مظاهرة للمطالبة بزيادة الأجور والأمن الوظيفي والحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط. وهم يلوحون بالأعلام الحمراء ويحملون لافتات كتب عليها «نعمل لنعيش لا لنموت» و«أخفض الأسعار، زد الرواتب».
إندونيسيا: عبر رئيس اتحاد النقابات العمالية الإندونيسية عن غضب العمال من قانون العمل الجديد، حيث قالوا إنه ينتهك حقوقهم ويضر بمصالحهم، وطالبوا بحماية العمال المهاجرين لخارج البلاد، وبزيادة الحد الأدنى للأجور. وقال أحد المتظاهرين: بسن هذا القانون، أصبح مستقبلنا غامضاً، لأنه أثار العديد من المشكلات في الأجور وتعويضات نهاية الخدمة، ونظام التعاقد.
تركيا: في إسطنبول تحدّى العمال الحظر الذي فرضته الحكومة على الاحتفال بيوم العمال في الأول من أيار، واعتقلت الشرطة عشرات ممن حاولوا الوصول إلى ساحة تقسيم الرئيسية بالمدينة.
الولايات المتحدة: خاض عمال خدمات النقل والتوصيل في معظم الولايات الأميركية، في يوم الأول من أيار إضراباً عاماً للمطالبة بأجور عادلة وحماية العمال. وقال العمال: «في جميع أنحاء البلاد ترتفع تكاليف المعيشة، وأجورنا تقل يوماً بعد يوم. لقد سئمنا رؤية المديرين التنفيذيين في وادي السليكون يصبحون مليونيرات بفضل عملنا الشاق. وقد نظمت العديد من المظاهرات والإضرابات في مدن الولايات الكبرى ومنها نيويورك وشيكاغو وأورلاندو وأتلانتا وهارتفورد وتامبا، قام بها تحالف يمثل أكثر من 130 ألف عامل.