الشارع السوري ≠ الفيسبوك

الشارع السوري ≠ الفيسبوك

إذا ما راقبنا حملات التحريض الممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامات التخوين المتبادلة، علمنا أنّها تعكس إلى حدٍ ما تياراً موجوداً فعلياً في سورية، لكن السؤال هو هل هذا هو التيار الوحيد الموجود؟ وما هو وزنه الحقيقي؟ أم أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على منح تيار محدد مساحة أكبر بهدف التضليل وتوتير الأجواء أكثر؟!

خلال الأيام القليلة الماضية شهدنا عدة أمثلة يمكن عرضها، الأول هو ما جرى في المدينة الجامعية في دمشق حيث انتشر فيديو صور مجموعة من الطلاب يتحدثون بشكلٍ طائفي بغيض ويحرضون ضد طلاب من محافظة السويداء ويدعون لطردهم، لكن ولسبب مجهول لم ير أحد الموقف الوطني والمسؤول لمدير المدينة الجامعية الذي هدد الطلاب الموتورين بأقصى درجات العقاب وفرض عليهم الانضباط وعدم المساس بالسلم الأهلي، ورغم أن عدداً من الطلاب صوّر كلمة المدير أمام الطلاب إلا أنّها ولسبب ما لم تجد مساحةً في الفضاء الرقمي!

الخطاب الوطني الجامع الذي ينبذ التفرقة ويحذر من مخاطرها موجود وهو يخوض معركة عنيفة مع خطاب تفريقي وإقصائي وتكفيري، وتعمل وسائل التواصل الاجتماعي على إسناد المتطرفين وإعلاء صوتهم بينما يعتمد التيار الوطني المقابل على قاعدته المتينة على الأرض، وعلى صلاته المباشرة مع الناس في عدد كبير من الجامعات والمدارس والجوامع والأماكن الدينية وعبر اللقاءات الشعبية ونشاط قوى سياسية وطنية تضع كل طاقاتها في هذه المعركة ما يرجّح في نهاية المطاف خطاب السلم الأهلي على الأرض حتى حين يخسر المعركة الافتراضية على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000