بصراحة ... ما بيحك جلدك إلا ظفرك

أي كيف سيغيرون حالهم هذا الذي يعيشون به إلى حال آخر يتمكنوا عبره من تأمين حقوقهم المسلوبة ويدافعوا عن كراماتهم التي تهدر على أبواب المؤسسات وعلى أبواب الأفران وعلى مواقف الركوب ليذهبوا إلى أعمالهم وهذا غيض من فيض تجري فيها هدر كرامات الناس، بينما في المقلب الآخر أي مقلب تماسيح النهب والفساد الأشياء مختلفة اختلافاً كلياً، ولا تقترب منهم تلك الأشياء التي ذكرناها عن حال الفقراء والمساكين وأبناء السبيل.

في كل يوم يجري الإعلان عن رفع جديد للأسعار وفي كل يوم تشرق فيه الشمس يجري تخدير العاملين بأجر بأن أجورهم ستتحسن والحكومة تصرح باستعدادها لرفع الأجور إذا ما تأمنت الموارد الكافية، والنقابات كذلك تصرح وتتوافق مع الحكومة فيما تطرحه بما يخص الشأن العمالي وآخرها ما استجد بقانون الحوافز الإنتاجية الذي يعترض عليه الكثير من النقابيين كونه قانوناً غير محفز ولا يلبي حقوق العمال كافة وهو قاصر في ظل تدني الإنتاج في معظم المعامل.

والسؤال كيف ستتأمن الموارد لزيادة الأجور وهي في جيوب الناهبين الكبار ولا ندري كيف ستتأمن الموارد والمعامل شبه متوقفة عن الإنتاج ولا ندري كيف ستتأمن الموارد والزراعة بمواسمها المختلفة بأسوأ حالاتها، والفلاحون يئنون من وطأة تكاليف إنتاجهم الزراعي، حيث لم تعد هذه المهنة العظيمة «تجيب همها» كما يقول الفلاحون عن زراعتهم.

لقد طفح الكيل وأصبح سيلانه عظيماً ولم تعد تجدي تلك الوعود الخلّبية التي يخدر بها الفقراء بأن حالهم ستتحسن ولم تعد تجدي تلك الكتابات الفيسبوكية التي يتباكون فيها على أوضاع الناس حيث ما يُكتب الآن على صفحات التواصل الاجتماعي يذكرنا بما يقوله الكثير من المسؤولين الحاضرين لاجتماعات النقابات ومنها المجالس العمّالية بأنهم عمال ويعانون مثل العمال، كناية في التعبير عن وضعهم الذي يماثل وضع العمّال.

ماذا بعد أيها الشعب الفقير العنيد ماذا بعد أيها العمال المنكوبون بكل تفاصيل حياتكم ومعيشتكم الكلمة الآن لكم والفعل أيضاً لكم «وما بيحك جلدك إلا ظفرك».