«خليني إحكيلك»

«خليني إحكيلك»

ما إن طرحنا سؤالنا على أبي عادل وهو رجل خمسيني يعمل في أحد معامل صناعة وحياكة القماش الموجود في المنطقة الصناعية بدمشق حتى استلم الحديث من بابه إلى محرابه وقال لنا معلش إسألك أنا وأنت جاوب عني وعنك كيف بدنا نعيش؟ شو لازم ناكل؟ لقمة الخبز ما بقا شبعناها؟ بتنام بتفيق بتلاقي المواد غليانة، عدا رفع الدعم.

- ريف دمشق
تخيل أنا استبعدوني من الدعم لأنو عندي سجل تجاري من قبل الأزمة بحكم كان عندي مشغل صغير راح بالعمليات العسكرية اللي صارت بالغوطة يعني مو بس راح الرزق وما حدا عوضنا لا، وكمان شالوا الدعم عنا لأنو كنا بيوم من الأيام ناس بتشتغل وأحلى الشي حجج الحكومة ووزرائها ومدرائها فكل مرة الحجج جاهزة وبيرموها عالتجار وكأن هالتجار من غير كوكب، فوت عالفيس وشوف العجب الصناعيين عم يطفشوا حتى مواد أولية مو متوفرة وكل يوم سعرها بطلوع وإتاوات حواجز وإتاوات جمارك وشي تموين وشي ضريبة حتى التاجر بضربة جمارك وحدة عم يفلس والحرفيين الله يساعدهم بزيارة لجماعة المالية بحطوا ملايين وكل هاد بالأخير بيطلع من رقبة العمال، أجورنا من جهة عم تنزل بشكل مستمر ومعيشتنا من جهة، يعني نحنا الشغيلة بس كمان نحنا المستهلكين والله صرنا عاجزين عن كل شي، شو رأيك إني صرت أزعل على معلمي، بيشتري كيلو القماش بسعر وببلش يقص ويحط تكاليف مازوت للمولدة ولوازم إنتاج وبنزّل بضاعتو عالسوق ما فيها ربح ما بقا فيها رمق أبداً، إذا ربح 10% أبو زيد خالو وحتى إذا ربح صدقني أنو التضخم بيرجع ويبلع كل شي لأنو بدو يرجع يشتري مواد أولية بكون حقها طلع 25%، كنت صاحب شغل وبعرف هالقصص يا سيدي كتر خير الله لسا المعمل شغال وهالعمال عم تاخد رواتب، 43 عيلة عم تاكل من هالمعمل اللي شايفو وياريت أكل متل العالم والناس خليها لربك أحسن الشي، فلا تسألني شو عم تاكلوا هالأيام وكيف عم نصرف على معيشتنا؟ ولا تسألني عالحل لأنو كلنا منعرف شو الحل؟ الحل أنو يصير تغيير مو أي تغيير شكلي، البلد بدها تغيير حقيقي هالبلد لازمها نفضة اقتصادية بتبلش بعقلية صح مبنية على مصلحة الشغيلة والإنتاج وبدون فساد ولنقدر نعمل هيك لازمنا حل سياسي أول مو؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1059