بصراحة ... الزمر بالشام والطبل في مكان تاني

يقول المثل الشعبي «أسمع كلامك أصدقك، وأشوف أفعالك أتعجب» هذا المثل ينطبق على ما تقوله الحكومة في معظم لقاءاتها مع ممثلي العمال كونها لا تلتقي مع العمال لتسمع منهم ما لا يعجبها ويسرُّها حول ما جنته سياساتها وأفعالها عليهم من تردٍّ في أوضاعهم المعيشية، ومن ضياع لحقوقهم بل تلتقي معهم لتبرر أفعالها وتبرر قراراتها بمختلف القضايا التي تخص العمال وحقوقهم.

من سمع كلام الحكومة في معرض ردها على ما تم طرحة في اجتماع المجلس العام لنقابات العمال، أنّ العمال يعيشون في سبات ونبات، لا تنقصهم سوى طلة الحكومة البهية ليمتعوا أنظارهم بها، ويستمدوا القوة والعزيمة في تطوير قدراتهم الإنتاجية وتعظيمها، لم لا؟ والحكومة تُغدق على العمال عطاءاتها ولا تترك شاردة ولا واردة بما يخص تحسين مستوى معيشتهم إلا وتبحث بها كي ما تعود بالمنفعة عليهم ويجري التفكير بالتخلص من الدعم الذي تقدمه الحكومة كون هذه الخطوة ستكون مفيدة للعمال والفقراء في تحسين أوضاعهم مقابل تعويض مالي كما ينظر لها ليذهب بعدها الدعم والتعويض والمبررات حاضره دائماً.
صدعت الحكومة رؤوسنا بما تقدمه من دعم تقدر بالمليارات من الليرات السورية في شتى المجالات التي يعددها الوزراء، وبالتالي فإن الحكومة تقوم بواجبها على أكمل وجه تجاهنا، إذاً لماذا العمال وبعض من يمثلهم «ينقون» ويتحدثون عن ضعف أجورهم وعن مستوى معيشتهم طالما الحكومة كما ذكرت تقدم كل هذا الدعم.
لهذا الوضع احتمالان، إما العمال لا يعرفون بما يقدم لهم من دعم، ولا نعتقد أن أحداً جاهل بواقعه الذي يعيشه بكل تفاصيله، وإما الحكومة لا تقول الحقيقة للعمال عن سياساتها تجاههم، وأنّ سياساتها مسخّرة ومرتبة لخدمة آخرين يعيثون فساداً في ثرواتنا التي ينتجها العمال وكل العاملين بأجر، والأخيرة هي الحقيقة المغيبة عن طاولة الاجتماع مع ممثلي العمال.
إن الاجتماع الأخير للمجلس مع الحكومة يلخص تجربة العلاقة الودية القائمة بين النقابات والحكومات المتعاقبة، والتي لا تثمر نتائجها بما يحسّن الواقع الذي يعيشه العمال، وخاصةً لجهة أجورهم التي ربطتها الحكومة بتحسن الوضع الإنتاجي، أو في كلام آخر برفع الدعم الذي تقدمه الحكومة، وواقع الاقتصاد بمجمله وخاصة لجهة تشغيل المعامل والمنشآت الإنتاجية التي يمكن تشغيلها، والتي تحدثت وطالبت النقابات بتشغيلها، ولكن المؤشرات والرسائل التي ترد لا تشير إلى أن الحكومة ذاهبة في خياراتها إلى الإنتاج بشقيه الصناعي والزراعي، لأن هذا يحتاج إلى موارد، والموارد ليست عندها تماماً، بل هي في جيوب من أوصل البلاد والعباد إلى ما وصلت إليه، وعلمكم كفاية أيها السادة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1034
آخر تعديل على الخميس, 09 أيلول/سبتمبر 2021 00:01