عمال بلا حقوق
يعمل بائعوا الألبسة في صالات العرض في ظروف عمل صعبة للغاية، فرغم عملهم السهل نسبياً مع عمال في معامل الإنتاج إلّا أنهم يشتركون معهم في أنهم يتعرضون للاستغلال والعمل لساعات طويلة تصل إلى 10 ساعات عمل يومياً وبرواتب ضئيلة، ودون أية حقوق أخرى، مثل: اجازات أو تسجيل في التأمينات الاجتماعية، وهم معرضون للطرد في أية لحظة، فوضع إعلان على باب المحل «نحن بحاجة للعمال» بحد ذاته يعتبر ضغطاً على العمال وتهديداً لهم بأنه يمكن الاستغناء عن خدماتهم بأية لحظة.
وأغلب هؤلاء العمال هم من فئة الشباب الجامعي الذي يضطر للعمل من أجل تأمين مصروفهم وتكاليف دراستهم، ورغم أن ساعات عملهم لا تتوافق مع دراستهم إلّا أنهم لا يملكون أي خيار آخر، وقد تحدث أحدهم قائلاً: إنه لا ينام سوى أربع ساعات في اليوم لكي يوفق بين عمله ودراسته الجامعية.
عمل النساء
بسبب ظروف الأزمة السورية اضطرت العديد من النساء للنزول إلى سوق العمل ولأنهن لا يملكن أية خبرة في أية أعمال اضطررن للعمل كبائعات في مختلف المجالات وفي صالات بيع الألبسة، وبدأ استغلال أرباب العمل لهن وتشغيلهم لساعات طويلة حتى الساعة 10 ليلاً وبشكل مخالف لقوانين العمل التي تنص على شروط محددة لتشغيل النساء، وبرواتب ضئيلة بسبب اعتبار أرباب العمل بأنهن لا يملكن الخبرة الكافية في العمل وهن أيضاً لا يعرفن حقوقهن التي يجب أن يطالبن بها وجل همهن هي أجرتهن الشهرية التي يصرفنها لمساعدة أسرهن خلال الأيام الأولى من الشهر فقط.
وطبعاً الحكومة والنقابات لا يرون هؤلاء العمال، ويعتبرون أنفسهم بأنهم غير مسؤولين عنهم ولم يعر أحد الاهتمام بهم، بل هم متروكون ضحية لأرباب العمل يستغلونهم كيف ما شاؤوا وما أرادوا، ولا يوجد قانون يضمن حقوقهم حتى قانون العمل غير مشمولين به بسبب عدم وجود عقد عملٍ، وعدم تنظيم شروط وظروف عملهم، ولا يستطيعون المطالبة بأيَّ حق من حقوقهم لأن الطرد سيكون مصيرهم وسيعودون إلى البطالة يبحثون عن فرصة عمل أخرى قد لا يحظون بها لسنين.