بصراحة: نزرع معملنا بطاطا وندفع أجورنا
يوماً بعد يوم تمضي المؤتمرات النقابية، ويتوضح من خلالها حجم المأساة الكبرى، التي تعيشها الطبقة العاملة، كما هو حال شعبنا الفقير، الذي يعيش المأساة نفسها، وربما الطبقة العاملة أكثر، لاعتبارات كثيرة كونها معنية مباشرةً في الدفاع عن مكان عملها وحمايته، والنهوض به وهذا بحد ذاته موقف سياسي ووطني، يقوله العمال لأصحاب المواقف الذين لم يعودوا يرون في قطاع الدولة الإنتاجي تلك البقرة الحلوب، التي كانت تدر الغنائم والمغانم، وبالتالي، فإن الخلاص التدريجي منه عبر إضعافه، وعدم الاستثمار فيه يأتي تحقيقاً لمقوله قديمة، قالها أحد جهابذة الاقتصاد السوري في مرحلة سيئ الذكر عبدالله الدردري «لندع القطاع العام يموت موتاً سريرياً»
وهذا ما يجري الآن لهذا القطاع، الذي عبر العمال في المؤتمرات النقابية عن استيائهم وتذمرهم من واقع معاملهم وكانت أصواتهم ترتفع تجاه ما يجري داخل المعامل وهذا الواقع أيضاً مسحوباً على معامل القطاع الخاص التي أخذت بالتوقف عن العمل، بسبب انقطاع الكهرباء وفقدان مادة المازوت والفيول، والنتيجة المباشرة لهذا الواقع، أن العمال يتقاضون نصف أجورهم، وهذا إلى حين، سيقوم بعدها أرباب العمل بتسريحهم وتشريدهم في ديار الله الواسعة.
إن تلك الأصوات المرتفعة المطالبة بحلول حقيقية، كما هم يطرحون وكما يجب أن يكون، لن تذهب أدراج الرياح، بل ستكون مقدمةً لفعل مقاوم للسياسات الرامية لتجريد العمال من حقوقهم، وفي مقدمتها: أجورهم التي يجري إضعافها، وتجريدها من قيمتها المفترض أنها تكفي لسد الحاجات والاحتياجات الأساسية، التي تصون كرامة العمال ولا يحتاجون الوقوف في طوابير أمام أبواب الجمعيات الخيرية طالبين بعض المساعدة، ليسدوا جزءاً من احتياجاتهم.
لقد كانت مواقف الكثير من أعضاء المؤتمرات ممزوجةً بين الدفاع عن مستوى معيشتهم، والدفاع عن مكان عملهم، وتحسين شروطه، وهذا المزج يعبر عن مستوىً من الوعي بالمصالح والحقوق التي يجري تغييبها تحت اعتبار أننا في أزمة، والمفترض أن تكون تأثيرات الأزمة موزعة بالتساوي على الجميع، وليس على العمال والفقراء وحدهم، كما هو جارٍ.
إن العمال يعرفون مصالحهم، وهم الأقدر على انتزاعها، فهل يفعلها العمال؟ سنعيش وسنرى!.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 797