شركة المشاريع المائية (فرع الحسكة) إلى أين؟
يُذكر الكثير من الانتقادات والملاحظات السلبية عن شركة المشاريع المائية وفرعها في الحسكة، وفي هذه الانتقادات الكثير من الموضوعية والصحة، ومن المعروف أن فرع الحسكة هو نتاج دمج شركات أخرى لأكثر من مرة (رصافة، ريما..)، وهي التي قدمت للمحافظة كل المشاريع المفتاحية الأساسية من أبنية وسدود وأقنية ري وطرق، ويمتاز العاملون في هذا الفرع بالجدية والإخلاص والخبرة العالية في تنفيذ المشاريع، حيث أن الكوادر العاملة حالياً في القطاع الخاص ودوائر الدولة (خدمات فنية، بلديات...) هم ممن كانوا يعملون في هذه الشرك
ولكن مصيبة هذا الفرع تكمن في الفساد، وسوء الإدارات المتعاقبة، والنهب المستمر لسنوات طويلة، وعلى مرأى ومسمع من الجهات الوصائية والحكومية والنقابية.
والجزء الأكبر من مشكلته تكمن لدى من يستلم إدارته، فقد تبين بالتجربة ومن خلال الواقع، أنه قبل استلام الإدارة الحالية تحسن عمل الفرع من حيث متابعة العمل وصرف أجور العاملين، رغم الملاحظات على تعويضات العاملين التي لم تكن بالمستوى والشكل المطلوبين، وفي فترة (حكم) الإدارة القائمة على رأس الفرع حالياً، تراكمت أجور العاملين لمدة خمسة أشهر، وانتهت كل المزايا التي كان العمال يتمتعون بها طيلة الفترات الماضية، فتوقفت الطبابة وصرف الأدوية للعاملين، ووقعت صناديق النقابة في العجز عن تسديد التزاماتها للمتقاعدين، لأن الفرع لا يسدد ما يحسم من العاملين لمصلحة صندوق المساعدة وصندوق النقابة، و برز الكثير من المشاكل في تسديد أقساط المصارف وغيرها .
ونقول للسيد المدير العام للشركة: إن إرسال اللجان ووضع الخطط والحلول على الورق، ليس كافياً لحل مشاكل الفرع، وأن مصير 1500 عامل عملوا طيلة حياتهم في الشركة بكل تفان لتنفيذ الخطط، يستوجب منه الاطلاع ميدانياً على حقيقة مشاكل الفرع، وعجزه عن تنفيذ ما يوضع من خطط.
وسنعرض فيما يلي جانباً من هذه المشاكل:
- هل لديك العلم يا سيادة المدير العام بأن آليات الفرع تتوقف عن العمل كل شهر لمدد تتراوح بين 10- 25 يوماً، بما فيها الآليات الهندسية، وآليات الخدمة، والمجابل البيتونية والزفتية، وسبب توقفها هو عدم توفر المحروقات (مازوت، بنزين، زيوت)؟!
- هل تهرُّب مدير الفرع من إدارته، وعدم قوله الحقيقة للعاملين، وإهماله تأمين مستلزمات ومتطلبات العمل والعاملين، وهروبه من حل مشاكل العمل، ومرافقته شبه الدائمة لمجموعة من المتعهدين، هي من واجبات مدير الفرع الذي ينصُّ عليها القانون؟!
- هل صرف المكافآت وأذونات السفر للسيد مدير الفرع والمدير الفني ولحاشيتهما، وبجداول يدوية أو جداول غير نظامية، وتحت نظر جميع العاملين الذين لا حول لهم ولا قوة يرفع من وتيرة إنجاز العمل؟!
نتمنى أن يترك السيد المدير العام برجه العاجي، ويزور فرع الحسكة ليطلع على مشاكله ميدانياً، وأن يقيل الطاقم الحالي، وخاصةً مدير الفرع والمدير الفني اللذين أجهزا على ما تبقى في الفرع من قدرة على العمل، خاصةً وأن للسيد مدير الفرع الحالي سابقة أخرى، عندما استلم الفرع لمدة شهور في فترة سابقة، فلم يتم خلالها تسديد أي راتب للعاملين، وبالتالي تراكمت على الفرع أجور عدة أشهر، علماً أنه دخل لحساب الفرع حينها 200 مليون ليرة سورية ككشوف، فكيف سيحل المدير مشاكل الفرع الآن وهو المعروف بتهربه من المسؤولية؟!
إن العاملين ينظرون بخوف وألم إلى مصير عوائلهم، وينتظرون أن ينظر إلى وضعهم من يجب أن يتحمل المسؤولية، خاصةً السيد المدير العام، علما أنهم مستعدون لتحمل كل واجباتهم، كما تحملوها طيلة سنين طويلة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 386