تسريح وسلب المكاسب!

تسريح وسلب المكاسب!

عمال الحدائق يعانون عبئاً إضافياً بسبب التسريح التعسفي منذ بداية الأزمة، فقد سرحت أعداد كبيرة منهم بعد انتهاء عقودهم بشكل نهائي، على الرغم من النقص الشديد في أعداد عمال هذا القطاع، مما يعكس حجم الفساد والمحسوبيات المتفشية، كما يوجد من يقبض راتبه بشكل كامل دون أن يتواجد في عمله، حيث يعمل جزء منهم في فلل تابعة لبعض المسؤولين. 

 

لا طبيعة عمل ولا هم يحزنون

يبلغ عدد عمال الحدائق في دمشق 3104 عامل دائم ومؤقت، بالإضافة إلى 173 عاملاً موسمياً، ليصبح المجموع 3277 عامل، وقد جرى تسريح 173 عامل موسمي بعد انتهاء عقودهم، واستشهد العشرات منهم أثناء أدائهم لعملهم خلال الأزمة.

تعرضت هذه الفئة من العمال للكثير من الإجحاف والحرمان وسلب للحقوق، فقد حرموا من بدل اللباس، كم تم الهجوم على تعويض طبيعة العمل تدريجياً، والتي كانت تبلغ 100%، وقد خفضت بين عامي 2011 – 2013 إلى 75%، وأعيد تخفضيها إلى 65%، لتصل في النهاية إلى 35% عام 2015.

كما اختفت الوجبة الغذائية الوقائية «بيض وحليب» منذ عام 2011، واختفت أيضاً  الحوافز التي كانت بنسبة 40% و50% من الراتب، وكذلك عمال الفئات الثالثة والرابعة والخامسة، ومما يزيد الطين بلة التأمين الصحي المتردي، حيث يخضع هذا الأخير للمحسوبيات «الوساطات» لدى طبيب المستوصف، وكان في السابق على سبيل المثال: يحق للعامل إجراء علاج لأسنانه مرتين في العام، واليوم لا يحق له إلا مرة واحدة، في ظل تراجع الحكومة المستمر عن دورها الاقتصادي الاجتماعي وتجريد العمال من مكتسباتهم وبدء اختفاء حق الطبابة العمالية شيئاً فشيئاً.

هل ذلك على الحكومة بعسير؟

رغم تراكم هذه المطالب كافة، وطرحها في المؤتمرات النقابية؛ ما زالت الجهات الحكومية تصمّ آذانها عن مجموع الأصوات تلك، وتتغاضى عن حالات الفساد الإداري والوظيفي، فلا يعقل أن يشتغل عمال و(يفيش) آخرون!.

 وتبقى تلك الحالات كلها غير المفهومة والمستهجنة برسم المحافظة، وعليه فأمام هذا الواقع والحقائق على الأرض، يجب الضغط باتجاه وجوب منح عمال الحدائق تعويض طبيعة العمل المناسب، وإعادة المصروفين من الخدمة والمسرحين، وتوحيد شركات التأمين الصحي تحت مظلة المؤسسات العامة السورية للتأمين، ورفع سقف المعالجة السنية وشمول عائلات العمال بالتأمين الصحي، وتثبيت العمال المؤقتين، وتأمين الوجبة الغذائية لهم، وتأمين بدل اللباس وليس ذلك على الحكومة بعسير، إن أرادت!