عمال المحاكم ينشدون عدلاً

منذ أكثر من عامين صدر عن وزارة العدل قرارات «بالصيغة القضائية» وهذه الصيغة هي رسوم تفرض على كل ورقة في معاملة قضائية بمبلغ مائة ليرة سورية، وتكون محصلتها للقضاة توزع بالتساوي وبما يوازي 30 ـ 40 ألف ل.س شهرياً لكل قاض بالإضافة إلى الرواتب والتعويضات الأخرى طبعاً «اللصيقة» هي ضريبة غير منظورة يتحملها المواطن لم يكن أحد ضد هذه الضريبة لأنها جاءت لتحسين الوضع المعيشي للقضاة ومن أجل قطع دابر الرشوة و الوساطة والمحسوبية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا عن العمال والموظفين الذين يعملون في المحاكم وقصور العدل على مستوى سورية، وهم الذين يؤتمنون على العدل من تحصيل هذه الضريبة، وأعباء العمل بشكل عام تقع عليهم، لم يحصلوا على شيء نهائياً من هذه الضريبة أو من غيرها فيما عدا «الصندوق» حيث ينال كل عامل شهرياً 300 ل.س فقط، مع حرمانهم من طبيعة العمل و الاختصاص والعمل الإضافي والحوافز بل وفوق ذلك حرمانهم من كل ماتقدمه نقابات عمال الدولة والبلديات لعمالها رغم أنهم ينتسبون إلى هذه النقابة.

ويتساءل عمال المحاكم بعد أن وضعوا أمامي صورة عن ورقة الراتب الشهري:
لماذا تقتطع من رواتبنا هذه المبالغ ولمن ولانعرف لماذا؟
صندوق مساعدة 167 ل.س
صندوق تعاون 84 ل.س
صندوق تعاون رقم 2 200 ل.س
حسم وفاة 180 ل.س
صندوق وفاة 300 ل.س
علماً أن الراتب الشهري لهذا الموظف هو 8374 بوظيفة كاتب من الدرجة الثانية.
يتساءل هذا الموظف مع زملائه: لمن هذه الصناديق ولماذا تحسم إذا كنا وخلال سنوات لم نتلق مساعدة أو معونة أو أجور طبابة أو أي مكسب آخر نسمع به من رفاقنا في مواقع إنتاجية وخدمية أخرى،و السؤال هنا: إذا كان الموظف يحسم من راتبه لصندوق الوفاة للقضاة على مستوى القطر لماذا لايحسم من راتب القاضي لصندوق العاملين؟ ولماذا لايخصص جزء من «اللصيقة» للعاملين وهم الذين يقومون بتحصيلها وتسديدها لهم؟
أسئلة محيرة وفي رأيي أن نقابات عمال الدولة والبلديات تتحمل المسؤولية إزاء ذلك.