بطي العبد السلامة مدير المعهد النقابي بدير الزور لـ«قاسيون»: أعباء كبيرة على كاهل الحركة النقابية
لعل التطورات الأخيرة في الوضع الاقتصادي السوري، وما تعرضت له الحركة النقابية من محاولات «تهميش»، تتطلب الكثير من النقاش والحوار.. خاصةً مع القيادات النقابية.. وفي هذا الإطار التقت قاسيون النقابي «بطي العبد السلامة» مدير المعهد النقابي، والكادر العمالي السوري المخضرم وسألته عن قضايا كثيرة، وكان الحوار التالي:
* بداية نتوجه إليكم بالسؤال حول دور الحركة النقابية حالياً في مواجهة الخصخصة وقوى السوق والليبرالية الجديدة؟
ـ يبرز دور الحركة النقابية من خلال ازدياد حجم «الأعباء والمهام» الملقاة على عاتقها، من التصدي والوقوف في وجه «مروجي الأفكار الليبرالية» التي بدأت تظهر جلية، و«اقتصاد السوق»، مما يزيد في نشاطها يوماً بعد يوم.
* ما أثر نظام «الدورتين» على الحركة النقابية؟
ـ جاءت التعليمات، أو الإجراءات الأخيرة التي طبقت في الانتخابات العمالية، «مخالفة» لقانون التنظيم النقابي الذي ناضلت الطبقة العاملة، وتنظيمها النقابي، مدة زمنية طويلة للوصول إليه، لينظم الحركة النقابية في سورية، ويحقق لها بعض ما أرادته بعد قيام ثورة 8 آذار، وبالتالي فإن هذا القانون شكل قفزة كبيرة ليس في حركتنا النقابية السورية بل على المستوى العربي والإقليمي. ولكن كنتيجة لتطبيق هذه التعليمات، فقدت الحركة النقابية الكثير من قياداتها الفاعلة والمجربة التي ناضلت طويلاً في مواجهة الأخطار والمؤامرات التي تعرض لها الوطن. وكذلك، كنتيجة عكسية أخرى لهذه الإجراءات، فإنها «أثلجت» صدور الذين يروجون لأفكار «الخصخصة»، واقتصاد السوق، ورفع الدعم، وغيرها من الأفكار والمصطلحات التي تظهر كل يوم وفي كل مناسبة.
* ما هو مطلوب من الحركة النقابية حالياً؟
ـ المطلوب من قياداتنا النقابية «الجديدة» والتي «لا أحسدها» على ما هي به جراء الأعباء والمهام التي تنتظرها في الدفاع عن مصالحها التي هي مصلحة الشعب عامة، وأولها؛ التصدي لهذه الإجراءات التي في حال طبقت ستزيد من سوء الوضع المعاشي للمواطن بشكل عام، وأصحاب الدخل المحدود بشكل خاص، وثانيها، عدم القبول والوقوف في وجه حملات التهميش من قبل بعض أصحاب رؤوس الأموال بحجج تافهة..
* كيف يمكن مواجهة محاولات تهميش دور الحركة النقابية؟ كحق الإضراب مثلاً؟
ـ قانون التنظيم النقابي، واضح، وصريح، من حيث تحديده لمهام وصلاحيات التنظيم النقابي، فقد أتاح هذا القانون أمام الحركة كل «الوسائل والسبل» للدفاع عن مصالح عمالها، وهذه المهام والسبل منسجمة مع الحريات التي صانها وكظها «الدستور الدائم للبلاد».
* يلاحظ في هذه الدورة الانتخابية إقبال ومنافسة أكثر من السابق، ما الأسباب برأيكم؟
ـ إن ما شهدته الدورة الحالية «الخامسة والعشرون» من إقبال كبير على المنافسة في الانتخابات «القاعدية»، «أتمنى» أن تكون على طريق تطوير السبل من أجل الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة ومكتسباتها التي تحققت خلال العقود السابقة، وأن تكون رداً طبيعياً على مروجي الأفكار الليبرالية، وليس «جرياً» وتنافساً على المناصب، والامتيازات فقط... وهذا ما لا أتمناه أن يحصل في يوم من الأيام.
النقابي المخضرم.. ومدير المعهد النقابي بطي العبد السلامة شكراً لك باسم قاسيون.. الأمنيات كثيرة.. وتبقى المواقف التي ستتخذها الحركة النقابية السورية من القضايا الكبرى هي العامل الأساسي في حسم التطورات اللاحقة.