من يوقف الفريق الاقتصادي عند حده؟
رفعت نقابة عمال النقل البحري والجوي في اللاذقية كتاباً بالغ الأهمية إلى الاتحاد العام لنقابات العمال عن طريق اتحاد عمال محافظة اللاذقية يحمل مضامين غاية في الخطورة، وقد وصلت إلى قاسيون نسخة منه أثناء إغلاق التحرير، ففضلنا نشره سريعاً كما ورد، وإليكم نصه:
«تحية عربية:
بتاريخ اليوم الأربعاء 2008/1/9 تم تبليغ ممثلي التنظيم النقابي في اللجنة الإدارية لشركة مرفأ اللاذقية، لحضور الاجتماع الذي سينعقد غداً الخميس 2008/1/10 بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير النقل، وأمين فرع الحزب باللاذقية ومحافظ اللاذقية، ومدراء النقل البحري، وأعضاء اللجنة الإدارية لمرفأ اللاذقية لمناقشة موضوع دفتر الشروط المعد لاستثمار بعض المساحات والأرصفة في مرفأ اللاذقية المخصصة لتناول وتجميع الحاويات من شركات خاصة وخارجية.
ومن خلال قراءة أولية (وبشكل جانبي) لدفتر الشروط المعد لهذه الغاية نبيِّن الآتي:
إن المرفأ بإمكاناته الحالية، المحدودة والمتواضعة، وبسواعد عماله (بإشادة إدارته) والأرقام المثبتة في سجلاته، ضاهت إنتاجيته، إنتاجية مرافئ متطورة كثيرة، تفوقه إمكاناتها مادية وتجهيزات حديثة، وإنتاجيته في ازدياد مستمر، وخاصة في مجال تناول الحاويات، المزمع تخصصيه.
كما أن المرفأ مؤخراً، تعاقد مع شركات عالمية لشراء روافع وآليات حديثه ومتطورة، وقد دفع ثمنها بالمليارات، تم مؤخراً توريد بعضها، والبعض الآخر قيد التوريد.
فما مبرر الشراكة؟ وأين الدراسة الاقتصادية الواضحة، التي تثبت الجدوى الاقتصادية من الشراكة مع الغير؟
ونتساءل عن الشيء الذي تعذر على شركة المرفأ تقديمه، لتحسين عملية الإنتاج، لتبحث عن شريك (مجهول) ليقدمه.
إننا لا ننظر إلى المرافئ من الناحية الاقتصادية البحتة فحسب، بل ننظر لها بشكل أعم وأكبر، تشمل الجانب الاجتماعي، كذلك الجانب الأمني والعسكري، باعتبارنا في حالة مواجهة دائمة مع العدو الصهيوني، والمخطط الأمريكي الذي عجز حتى الآن عسكرياً وسياسياً عن اختراق وحدتنا، قيادة وشعباً، ونرفض أن تتاح الفرصة لمن لم يستطيعوا النيل من المواقف الوطنية لسورية بالقوة العسكرية والسياسية، ليتمكنوا من ذلك عن طريق الاقتصاد.
إننا كتنظيم نقابي، ممثل لعمال المرفأ، أحد الشرائح الأساسية العاملة في محافظة اللاذقية، وسنداً لمقولة السيد الرئيس بشار الأسد «إن العمال شركاء حقيقيون في المؤسسات التي يعملون بها»، نرفض هذا المشروع جملة وتفصيلاً، كوننا نرى فيه إجحافاً بحقوق العمال، وعليه نخشى فقداننا للسيطرة على ردة فعل عمالنا باعتباره يمس لقمة عيشهم.
إننا نضع هذا الأمر في عهدتكم - قيادتنا السياسية والنقابية - لحماية مكتسبات عمالنا.
وسنوافيكم بمذكرة أخرى تفصيلية بعد قراءتنا بشكل معمق لدفتر الشروط»..
إننا في قاسيون نضم صوتنا إلى صوت عمال مرفأ اللاذقية، ونطالب الفريق الاقتصادي بالتوقف عن رهن اقتصادنا للمستثمرين..