بعد 31 عاما من أحداث يناير 77: هل تتكرر مظاهرات الجوع؟
في تقديمها لملف موسع أعده قسم التحقيقات لديها ذكرت صحيفة «المصري» في القاهرة في عددها بتاريخ 19-1-2008 أن شهر يناير دخل التاريخ المصري من أوسع أبوابه.. ليس فقط لأنه أصبح في عرف المصريين شهر الحرائق الكبرى والحوادث المروعة، ولكن لأنه ارتبط في أذهانهم بذكرى قديمة لأعنف مظاهرات ضربت البلاد بالطول والعرض...
وهي المظاهرات التي وصفتها الصحافة العالمية بـانتفاضة الخبز بينما أطلقت عليها المعارضة المصرية «الانتفاضة الشعبية»، وتمسك الرئيس السادات بمصطلح آخر أصر عليه حتى آخر حياته وهو «انتفاضة الحرامية»، وما بين المصطلحات الثلاثة، بقيت الأحداث التي اجتاحت البلاد يومي 18 و19 يناير عام 1977 شاهدة على روح المصريين التي لا تموت، وإن ظن البعض غير ذلك.
كان المحرك الرئيسي للمظاهرات آنذاك هو القرارات الاقتصادية المفاجئة التي اتخذتها الحكومة يوم 17 يناير برفع أسعار السلع الأساسية، كالزيت والسكر والأرز والخبز والبنزين والسجائر.
ارتفاع لم يتجاوز القرشين صاغ، وعندما نشرت الصحف القرارات صباح يوم 18 يناير انفجر غضب الجماهير وسخطهم في أنحاء مصر، ولم يجد الغضب متنفساً إلا في المظاهرات.. بدأت سلمية في أول الأمر ثم تحولت خلال المواجهة مع قوات الأمن إلى التخريب الذي تنوع ما بين سرقة بعض المحال الكبرى في القاهرة، وإشعال النيران في البعض الآخر، بالإضافة إلى إحراق عدد من سيارات الشرطة وتكسير بعض السيارات الخاصة، ونهب كباريهات شارع الهرم ومهاجمة أقسام الشرطة المنتشرة في المدينة، وقبل أن تتحول الأحداث إلى حرب أهلية أو ثورة شعبية تمتد أياديها إلى أماكن سيادية، صدر قرار الرئيس السادات بإلغاء القرارات التي تسببت في الثورة، وأتبع ذلك بقرار آخر بفرض حظر التجول في القاهرة والإسكندرية، مع نزول فرق من القوات المسلحة إلى الشارع المصري.
اليوم يمر 31 عاماً على أحداث يناير 1977 لم تتغير خلالها الصورة كثيراً، ولم تتعلم الحكومة شيئاً من الأخطاء السابقة، فلا تزال تناقش نفس القضايا التي دار حولها الخلاف وقت الأزمة..
هل ترفع الدعم عن السلع، أم تتركه كما هو؟ وإذا رفعت الدعم ماهو رد الفعل المتوقع من المواطنين هل يثورون وينتفضون أم أن الأمر أصبح لا يعنيهم؟