مطحنة الجزيرة بالقامشلي.. المحسوبيات تتحكم، والقانون غائب!

تماماً مثل كل مؤسساتنا ومنشآتنا العامة، في مطحنة الجزيرة بالقامشلي، يتم تجاهل العامل المجد المخلص في عمله، ويكون التقدير فقط للواسطات والمحسوبيات، وينعدم العدل الذي يحض العامل على الإخلاص والمثابرة، وتأكيداً على ذلك وردتنا من إحدى العاملات، هذه الشكوى، التي ننشرها كما وردتنا:

«العزيزة «قاسيون»: لم أكن أؤمن بقوة الكلمة، وبمصداقية الكاتب في هذا الزمن الرديْ إلا من خلالكِ فمقالاتك التي تتسم بالجرأة والصدق، ومواضيعك التي تلامس نبض الشارع المحلي جعلتني أراسلك لأكثر من مرة...
...كان يا ما كان في قديم الزمان، كان في دوائرنا الحكومية شيء يسمى: «المكافآت التشجيعية»، وهذه المكافآت كانت تمنح للعامل النشيط من أجل زيادة الإنتاج ورفع سوية العمل، أما الآن فقد أصبح هذا من الماضي، بل من العادات والتقاليد البالية التي لم يعد لها مكان في مطحنة الجزيرة بالقامشلي، إذ توزع المكافآت مرتين على مدار السنة، ولكن لا يظن أحدكم أن كل من يعمل ينالها، وأن لكل مجتهد نصيب، بل العكس هو الذي يجري، إذ لا يحسم الموقف هنا سوى المحسوبيات، فإذا كان عمك أو خالك، أو حتى صديقك، من المقربين من أصحاب الكرسي الدوار، ستأخذ حصتك بالكامل، وفوقها حبة مسك، أما إذا كنت من الذين يعملون بإخلاص، ولا تخرج من غرفتك خوفاً من إعاقة العمل، أو تعطيل وتضييع وقت المراجعين، ستكونُ آخرَ من تفكر الإدارةُ في منحه تلك المكافأة، لأنك في كل الأحوال تعمل، ولا تحتاج إلى تحفيز، بل يمنحونك عوضا عن تلك المكافأة، نوعا من الإحباط، والإحساس بأنه لا نفع منك، ولايوجد هناك من يقدر عملك..
وإذا طالبت بحقك يقولون: لا بأس، في المرة القادمة ستأخذ ما تريد!!
على من يضحكون؟؟ علينا نحن العمال، أم على أنفسهم؟  والحال هذه لم يعد أمامنا سوى العزيزة «قاسيون»، لننشر من خلالها بعض همومنا، لأنها المنبر المعبر عن قضايانا، القادرة على سماع وإسماع صوتنا المبحوح، من أجل معرفة الوضع القانوني لهذه المكافآت... مع جزيل الشكر..

 ■ عاملة في مطحنة الجزيرة بالقامشلي»