أضرَبوا.. فحققوا بعض مطالبهم
أشرنا في عدد سابق من قاسيون إلى الإضراب المحدود الذي قام به عمال شركة سامر الدبس مطالبين بدفع زيادة الأجور الأخيرة، الصادرة بقرار عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل (1300+5%) ل.س من الأجر المقطوع، حيث كانت الإدارة تماطل بهدف عدم الدفع، وهذه عادة استمر عليها معظم أرباب العمل، بألا يستجيبوا لأي قرار صادر عن الوزارة بزيادة أجور العمال.
ليس هذا فقط، بل العرف السائد لدى أرباب العمل هو عدم تأدية ما هو متوجب عليهم تجاه العمال، كالزيادة الدورية، والطبابة، والإجازات، وإجازات الأعياد، والتسجيل بالتأمينات الاجتماعية بالأجر الحقيقي. ولعل الأسوأ هو قيامهم بإجبار العمال على توقيع الاستقالة المسبقة، وبراءة الذمة، قبل الشروع بالعمل.
كل هذه الأمور أصبحت عرفاً عند أرباب العمل، ولكن هذا العرف بدأ العمال بكسره، من خلال تنامي وعيهم المطلبي وتنامي تجربتهم التي تتكون بسياق العمل. فالإضراب الذي قام به العمال في العديد من المعامل الخاصة والعامة، كان وسيلة من أجل الدفاع عن حقوقهم المعتدى عليها، وخاصة أجورهم، وهذا رد طبيعي يتكون عندهم بعد استنفاذ الوسائل الأخرى مثل المطالبة، والحوار، والتفاوض، وحين لم تجدِ تلك الوسائل منفردة، يلجأ العمال للخيار المشروع: الإضراب.. الذي في حال نجاحه يحقق لهم المطلب الذي من أجله أضربوا.
وهذا ما فعله العمال في معمل سامر الدبس حيث حقق إضرابهم الناجح مطلبهم بزيادة أجورهم التي هي ليست منّة من أحد، بل حق مشروع فرضته الظروف الاقتصادية والمعاشية للعمال، وهذا ما كان ليتم لولا تضامنهم لحظة الإضراب وما قبله وما تلاه من مفاوضات.
تحية إلى كل السواعد القوية المناضلة من أجل حقوقها.