عبير عبيد عبير عبيد

رجال الإطفاء يستحقون الاحترام وليس الإهانة

تعرض المساعد حسن برتاوي آمر الحريق في السرية الثالثة في فوج الإطفاء دمشق يوم الأربعاء 18/2/2009 للإهانة من بعض رجال الأجهزة التنفيذية في منطقة الصبورة، وذلك عندما كان يقوم بمهمة رسمية ويؤدي واجبه في إطفاء حريق في تلك المنطقة نشب على إثر مشاجرة بين الأهالي تضمنت إقدام بعضهم على إحراق الدواليب في الشوارع.

وقد قام مسؤول في هذه (الجهة التنفيذية) بالطلب من آمر الحريق بتحريك سيارات الإطفاء باتجاه الأهالي، (مع العلم بأن هذا ليس من اختصاصه)، لكن آمر الحريق رفض الأمر، لأنه يعرف مسبقاً بما ستكون عليه ردة فعل الأهالي حيث سيقومون بإلقاء الحجارة على سيارات الإطفاء والتهجم على الإطفائيين، فهذا حدث في أكثر من سابقة وأدى إلى تكسير بللور أكثر من سيارة إطفاء، ونتج عنه تعرض رجال الإطفاء إلى الضرب. ويجب التنويه هنا إلى أن النار التي كانت مشتعلة في الشوارع، لا تسبب أي خطر لا على الممتلكات ولا على الأرواح..

عندما رفض آمر الحريق الأمر الموجه إليه، أمر المسؤول التنفيذي عناصره بإلقاء القبض عليه، وتمت إهانته أمام الأهالي.. وهذا نضعه برسم الجهات المختصة للتحقيق في الموضوع ورد اعتبار المساعد حسن برتاوي ورجال الإطفاء جميعهم لأن أي عنصر منهم معرض للمشكلة نفسها في أية لحظة..

ونؤكد أن مهنة الإطفائي هي مهنة غاية في النبل والشهامة، وعلى الجميع، مواطنين ومسؤولين، احترامها والتعامل مع عناصرها باحترام أكبر.. فهؤلاء الإطفائيون يعرضون أرواحهم للخطر عند كل مهمة يقومون بها، وما حدث يوم الجمعة 20/2/2009 أكبر مثال على صعوبة هذه المهنة وقدسية من ارتضوها مهنة لهم، حيث استشهد أحد رجال الإطفاء وهو الشهيد عبده الحسين، وأصيب ثلاثة من زملائه بجروح مختلفة أثناء قيامهم بواجبهم بإخماد حريق شب في سوق الخضرية في وكالة السيروان في دمشق القديمة، والتي يصعب الوصول إلى أماكن الحرائق أو الحوادث فيها بسبب ضيق الشوارع والأزقة وبسبب بيوتها المتلاصقة بعضها ببعض وأخشابها المهترئة، مما يسرع من انتشار الحريق وامتداده بسرعة، وهذا كله يؤدي إلى التأخر في السيطرة على الحريق، ويعرض المدنيين ورجال الإطفاء للخطر.

مع العلم بأن هذه المناطق ممنوعة من الترميم وأعمال الصيانة حفاظاً على قيمتها الأثرية كما هي، لكن لكي نحافظ عليها يجب أن تكون هناك إجراءات حماية ووقاية تحول دون وقوع حرائق وحوادث كارثية كما حدث ويحدث دائماً بسبب الاستهتار وغياب مراقبة ومتابعة الجهات المعنية.

آخر تعديل على الإثنين, 28 تشرين2/نوفمبر 2016 22:19