مداخلة افتراضية.. في المؤّتمر السنوّي لنقابة العاطلين عن العمل!
أيها الأخوة المندوبون والعاطلون عن العمل..
تحية بحجم صندوق لامع الأحذية، أطيّرها على جناح مكنسّة الزبّالة، إلى حكومتنا الرشيدة، التي لم تدّخر جهداً وتسهر ليل نهار في سبيل زيادة جيش العاطلين، وتالياً توسّيع نقابتنا أفقياً وشاقولياً وعمودياً.
هناك حقيقة أوّد الإشارة إليها أولاً، وهي أنني أكاد أجزم بأن نقابتنا من أكبر النقابات في سورية، وكل هذا التوسيع هو بفعل الخطوات المتسارعة لحكومتنا لزج طاقات شبيبة في مهالك سوق البطالة، ناهيك عن أن نقابتنا تضّم مختلف الشرائح، الشبابية العمالية منها، وكذلك حملة الشهادات العليا من دبلوم إلى ليسانس إلى ماجستير..
إن أعضاء نقابتنا هم الوحيدون الذين يتقاضون أعلى الرواتب، فلا سقف لمعاشاتهم، فالراتب الثابت يتعدى الـ20 ألف صفعة يومية، وحوافز أسبّوعية بحدود 5 آلاف إهانة، وعلاوات شهرية في انتهاك لكرامة العاطل تعجز الآلة الحاسبة في حسابها، لذا فنقابتنا الوحيدة التي لا يهمها ربط الأجور بالأسعار، ولا يخطر على بالها تقديم أي اعتراض على رفع الدعم عن المواد الأساسية، وهي أكبر من أن تتعاطى مع ما يسمى بالتقنين، وهذا عهد ارتضيناه على أنفسنا طواعية وعن طيب خاطر.
فبالله عليكم أية نقابة أخرى تحظى بكل هذا الدلال والنعيم الذي تحظى به نقابتنا؟؟
فأعضاء نقابتنا هم الوحيدون الذين يحتفظون بخرائط لشوارع المدن التي يسكنونها في جيوبهم، وذلك كي يتحاشوا المرور في شارعٍ ما قد يصادفهم فيه دائن ما، أو توجد فيه بقالية أو دكان خضرة لا يكف صاحبها عن مراقبة الشارع لالتقاط أحد منا، ليمنحه حوافزه اليومية من الإهانات والبهدلة، عوضاً عن الدّين الذي في ذمته.
ولا بد من الإشادة بالعلاقات الدافئة والحميمية التي تسود بين أعضاء نقابتنا، كونهم جميعاً ينسلّون من بيوتهم خلسة هرباً من الإحراج مع الزوجة والأولاد إلى أحد المقاهي..
الأخوة المندوبون
لا مطالب لنا سوى رفع أكفنا داعين لحكومتنا العمر المديد، ضماناً لاستمرارية القهر والذل اللذين نكتوي بنيرانهما في أتون حياتنا اليومية، ولزوجاتنا وأولادنا الصبر والسلوان، ولفالنتاين كل رجائنا أن يكف عنا حقده وكرهه صوناً لدمنا المستباح، وتحية لـ«بان كي مون»، ولحكومتنا الواعدة.. وعالوعد يا كمون..
■ المندوب العاطل: إبراهيم بركات