الحرائق تلتهم العمال.. فأين وزارة العمل؟
شب حريق هائل ليلة الاثنين الماضي في معمل للكيماويات يعد الأضخم من نوعه في حلب، بسبب حدوث انفجارات في بعض المواد المجهزة للتصنيع، والقابلة للانفجار، وأدى الحريق إلى إصابة خمسة من العمال العاملين في المنشأة بحروق بالغة الخطورة ، وإلحاق أضرار كبيرة في المعمل الذي سبق أن تعرض لحريقين سابقين وبالطريقة نفسها والأسباب ذاتها
ولولا التحرك السريع من فوج إطفاء حلب والدفاع المدني والإسعاف السريع باتجاه المعمل الواقع على بعد 25 كم شمال شرقي حلب، لامتدت النيران إلى أجزاء المعمل الأخرى، ومستودعات تخزين المواد سريعة الاشتعال، لكن الغريب في الأمر المعاملة السيئة التي تلقاها عناصر فوج الإطفاء من أصحاب وإداريي المعمل على الرغم من الجهود الجبارة التي قدمها عناصر الفوج، إذ طلب منهم مغادرة المعمل فور السيطرة على ألسنة اللهب، مما يدعونا إلى الكثير من التساؤلات حول خلفيات تصرف إدارة المعمل، خاصة وأن عناصر الدفاع المدني قد اشتبهوا بوجود آثار دماء على أنقاض الانفجار، وطلبوا من خبراء الأدلة الجنائية معاينتها وتصويرها، ومن ثم نفى أحد الشركاء في المعمل وجود عمال فيه أثناء وقوع الانفجار أو حصول أية إصابات بشرية، وجرى تهديد بعض الإعلاميين وطردهم من المعمل فوراً، بعد أن شاع خبر إسعاف خمسة عمال مصابين إلى المشفى الرازي بحلب، وإدخال أحدهم إلى العناية المشددة وهو يعاني من حروق صدرية وإصابته هي الأخطر.. وقد أعلن مصدر من المشفى بكشف أسماء العمال الخمسة، وهم يزن الأحمد، وزكور شحود، وهما مصابان بجروح، وإبراهيم جمو، وهو مصاب بحروق خفيفة، وخيرو جمو، وسعد المحمود، وهما مصابان بحروق بنسبة 15 – 20 % والثاني يرقد في العناية المشددة.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما سبب طرد أصحاب المعمل لرجال الإطفاء والإعلاميين؟ وهل العمال المصابون مسجلون في التأمينات الاجتماعية؟ وهل من عمال آخرين مصابين في المعمل ولم يدر بهم أحد؟ وأين الاتحاد العام لنقابات العمال في الدفاع عن عماله المعرضين دائماً لهذه الحرائق التي تحصل بين الفينة والأخرى في المعامل الخاصة؟ وأين الجولات التفتيشية لدوريات الصحة والسلامة المهنية والأمن الصناعي؟؟