تأبين شيخ النقابيين إبراهيم بكري.. الذاكرة والرمز والإنسان المناضل
بدعوة من الحزب الشيوعي السوري واتحاد عمال دمشق، أقيم في مقر اتحاد عمال العاصمة حفل تأبين بمناسبة مرور عام على رحيل القائد النقابي إبراهيم بكري، بحضور العشرات من الرفاق والأصدقاء ومن الحركة النقابية، حيث ألقيت عدة كلمات بهذه المناسبة التي حرصت جميعها على إبراز الدور النضالي للرفيق الراحل في العمل من أجل وحدة الحركة النقابية ودفاعاً عن حقوق ومكاسب الطبقة العاملة السورية.
كلمة عائلة الفقيد تحدثت عن دور الراحل الكبير في المجال النقابي والعمالي، مبينة أنه كان بارزاً ومؤثراً. فمنذ بدايات النقابات في سورية، أسهم الرفيق أبو بكري في تأسيس نقابة عمال النسيج، كما ساهم في تأسيس العديد من النقابات العمالية، وشارك في تأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال عام 1938، واستمر عضواً فاعلاً في المؤتمرات المتتالية للاتحاد العام لنقابات العمال.. مذكّرة أنه كان رئيساً للوفد السوري في المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات العالمي في باريس سنة 1945، كما شارك في تأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب عام 1956.
كلمة الرفيق يوسف نمر عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري أكدت أنه «في المرحلة الناصعة من حياته خاض المعارك في الحركة النقابية مع بعض القادة النقابيين ضد الممالئين للسلطة، وبقي رافعاً بشجاعة شعار وحدة الطبقة العاملة وحركتها النقابية.. حيث أبرز بشكل خلاق دور الشيوعيين في صفوف الطبقة العاملة التي أثبتت وجودها وكرست دورها في القضايا الطبقية والوطنية.. لقد ودعنا هذا العملاق النقابي والقائد الحزبي المتواضع الذي ترك بصماته على جيل كامل من الشباب، وقد أفلح برفع سقف الحزب إلى مستوى نموذجي في الدفاع عن قضية الطبقة العاملة الجوهري، وتمتع بجرأة وشجاعة في الصراع ضد الديكتاتوريات، حيث سُجن، ونُفي، وعُذّب، وأرسل إلى منافي الصحراء في تدمر وغيرها.
أما جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق فقال:
عرفناه في اتحاد عمال دمشق نقابياً مخلصاً، ووطنياً غيوراً، عرفنا فيه التعقل والتروي والاتزان، وعرفنا فيه الهدوء ورحابة الصدر وطيب المعشر، آمن بطبقيته ونقابيته، وظل مخلصاً لهما طوال حياته.
كان من أوائل النقابيين الذين انخرطوا في الاتحاد العام لنقابات العمال منذ تأسيسه عام 1938، وكان طليعة المناضلين لتحقيق أهدافه.
أنعام المصري عضو المكتب التنفيذي في اتحاد عمال دمشق قالت:
لم ينفصل عن طبقته التي انحدر منها وبقي معها مدافعاً عن حقوقها حتى اللحظات الأخيرة إيماناً منه أن هذه الطبقة هي الأساس في عملية التطور والتقدم الاجتماعي، وبذلك أصبح الذاكرة والرمز والإنسان الشاهد بأمانة لعمل أجيال من المكافحين الثوريين المنخرطين في عملية التغيير الثوري لمصلحة الشعب السوري لمصلحة عماله وفلاحيه ومثقفيه وأوسع جماهيره الكادحة تاركاً بصمات واضحة على أجيال متعاقبة من النقابيين والعمال خلال رحلة طويلة مضنية اجتازها في العمل الحزبي والنقابي، وفي مسالك النضال السياسي والاجتماعي لأكثر من ستة عقود اقتطعها من حياته وهو يحلم بالعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية.
فيصل عبد الله عضو الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب قال:
هذه الذكرى التي تحمل دلالات عميقة لقائد نقابي بارز لا تلين له قناة في سبيل نصرة قضايا العمال والعمل النقابي، كان مؤسساً للعمل النقابي في سورية ومؤسساً لأول منظمة نقابية عربية هو الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.
من هنا نقول: المجد والخلود لكل المناضلين من أجل الحرية والتقدم والسلام الاجتماعي.
كما تحدث أديب ميرو نائب رئيس الاتحاد العالمي للعمال مثمناً الدور الكبير الذي أداه الرفيق أبو بكر في مجمل نضال الطبقة العاملة السورية وعلى الصعيد العربي والدولي وبخاصة مشاركته في تأسيس الاتحاد العالمي للعمال، وعبر عن الاعتزاز بهذا النقابي الكبير الذي ستبقى ذكراه حيةً في نفوس كل الذين عرفوه.