عمال كابلات السويدي ينتصرون لمطلبهم

قامت جريدة (قاسيون) في عدد سابق بتغطية الإضراب الاحتجاجي الذي قام به عمال معمل كابلات السويدي أمام مبنى الإدارة، والذي تلاه اعتصام أمام إدارة مدينة عدرا الصناعية، مطالبين رب العمل بالرجوع عن قراره بتحويل العمل في المعمل من ثلاث ورديات إلى ورديتين، كل وردية تعمل /12/ ساعة..

وقتها تدخل اتحاد عمال دمشق ونقابة عمال الصناعات المعدنية والكهربائية وحاول ممثل كل منهما حل الخلاف الناشب بين العمال ورب العمل، وفق الالتزام بما تنص عليه القوانين بهذا الخصوص.

وقد صبت نتيجة المفاوضات والمتابعات في مصلحة العمال المضربين، إذ اضطر رب العمل للتراجع عن قراره بتحويل العمل إلى ورديتين!.

إن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا قيام العمال بإضرابهم الاحتجاجي هذا، ومسارعة النقابة للتدخل عبر التفاوض مع رب العمل، وبهذا يكون العمال، عبر خوضهم تجربتهم الخاصة بجرأة وعفوية، قد حققوا مطلبهم الذي أضربوا من أجله.

إن ما قام به العمال دفاعاً عن حقوقهم يضع النقابات أمام مسؤوليتها الخاصة في الانحياز الكامل لحقوق العمال والدفاع عنها، وإنها بهذا ستكسب انتماء العمال للنقابات، وستثبت لهم أنها ممثلهم الحقيقي يلجؤون إليها للحصول على حقوقهم، وهو ما سيعزز خط النقابات الذي تسعى له الآن في الوصول إلى عمال القطاع الخاص لتنسبيهم للنقابات وتشميلهم بالمظلة النقابية وخدماتها المتعددة التي تقدمها للعمال.

تجربة النقابات هذه وغيرها من التجارب التي ستتعرض لها مستقبلاً نتيجة للاحتجاجات والإضرابات العمالية القادمة، يتطلب معها اكتساب مهارة التحدث إلى العمال وأرباب العمل في آن واحد، وكذلك اكتساب مهارة التفاوض المبدئي مع أرباب العمل باعتباره عملاً جديداً على النقابات لم تقم به إلا في حالات خاصة جداً بسبب تواجدها وعملها الأساسي في مواقع إنتاجية وخدمية للقطاع العام، في الوقت الذي مازال تواجدها في مواقع إنتاجية هامة للقطاع الخاص محدوداً بالرغم من التغير الكبير الذي طرأ في السنوات الأخيرة من توسع للقطاع الخاص في مختلف الصناعات وبتجمعات عمالية كبيرة مثل المدينة الصناعية في عدرا وتل كردي ومنطقة الباردة ودير علي، حيث يتطلب الوصول إلى هذه التجمعات جهوداً استثنائية. وما القرار الذي اتخذه اتحاد عمال دمشق بإقامة مقر للنقابات في مدينة عدرا الصناعية إلا خطوة هامة ستساعد على الاحتكاك المباشر بشؤون العمال وأحوالهم ومطالبهم، وبالتالي التوجيه والتدخل السريع عند الضرورة....

إن اكتساب خبرة العمل النقابي الجديدة في ظل المتغيرات الناشئة، لن يتم إلا بالعمل الميداني والاستفادة من التجارب التي مرت بها الطبقة العاملة السورية عبر تاريخها النضالي كما قال أحد النقابيين، وبهذا ستتجاوز النقابات مرحلة الركود والفتور في علاقتها مع عمال القطاع الخاص، وسيتم الانتقال بها إلى علاقة نضالية تحقق الهدف الذي من أجله تأسست النقابات، وهو الدفاع عن حقوق العمال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.