شعارات.. ومفارقات

في ظل الاستمرار بالتمسك بالشعارات السابقة نفسها، يجري وبكل بساطة إعمال معول التهديم والتدمير في مكتسبات تاريخية حققتها الطبقة العاملة السورية، بنضالات شاقة وتضحيات مريرة، خلال سنوات طوال، بإقرار قانون العمل الجديد لمصلحة الرأسماليين أصحاب الاستثمارات الوهمية والمال الحرام، الذي يتيح لهم التحكم برقاب العمال وأرزاقهم، طالما يمكنهم من امتلاك حق تسريحهم تعسفياً...

مجلس الشعب السوري، وبحسب ما هو منصوص عنه، يتشكل في غالبيته من ممثلي قوى قومية ويسارية، وتحت شروط أن تكون الأغلبية فيه للعمال والفلاحين، أبدى موافقته ومصادقته على قانون العمل الجديد، بكل بساطة، ودون أن يرف لأغلبية أعضائه جفن، هذا القانون الذي يجرد العمال من مكتسباتهم التاريخية التي كانت تصون بعض حقوقهم، والتي كان لأحزاب الجبهة قسط وافر من النضال من أجل تحقيقها، فأية أغلبية طبقية هذه؟

وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بل وزيرتها المفترض منها أن تكون درعاً واقياً لحقوق العمال في صراعهم الأبدي مع مستغليهم الرأسماليين، تقف ضد مصالح العمال، وتشرع بكل جرأة النصوص التي تجرد العمال من مكتسباتهم السابقة، وتضييق عليهم مجالات الدفاع عن حقوقهم، وتحولهم إلى عبيد يتسكعون بمذلة على عتبات أبواب أصحاب المعامل المتعجرفين الذين يرهقونهم بفرض شروطهم القاسية، عليهم ويستغلونهم أبشع استغلال.

إنها لمفارقات عجيبة غريبة بين الواجهة البراقة والعمل الأسود، بين الشعارات الجذابة المقرونة بالعطاء والخير للشعب، وبين النتائج العكسية الخانقة، إنه انعطاف /180/ درجة عن المبادئ والشعارات.

لكن الطبقة العاملة السورية المتمرسة بنضالها الوطني والطبقي، وبعد فاجعتها الكبرى بإقرار قانون العمل الجديد، وواقعها الاقتصادي المتردي أكثر فأكثر، محكومة بتصعيد نضالها الذي لا هوادة فيه، من أجل حياة عزيزة كريمة ننشدها. 

■ عبدي يوسف عابد