اتحاد عمال دمشق ومكاتبه النقابية يدعو: الحفاظ على القطاع العام وصون مؤسساته من أجل كرامة العامل
أكد جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق على أهمية الدور الكبير الذي تضطلع به المنظمة النقابية في هذه الظروف التي تمر بها البلاد مشددا على ضرورة التواجد النقابي في مواقع العمل والوقوف بجانب العمال في التجمعات والقطاعات كافة، وضرورة عقلنة الحوار، والتحلي بالروح الوطنية، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها الطبقة العاملة السورية في حماية الانتاج وتحسينه، وتأمين مختلف احتياجات المواطنين الخدمية.
تأكيدات القادري هذه جاءت خلال لقاءاته مع رؤساء مكاتب النقابات خلال الأسبوع الماضي بحضور أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد عمال دمشق للوقوف على مختلف المشاكل والصعوبات التي تواجه العمل والعمال في القطاعات الإنتاجية، مشددا على أهمية الحفاظ على القطاع العام وصون مؤسساته بما يمثله من ضامن أساسي للسيادة الوطنية.
أين القوانين والتشريعات من الدستور الجديد؟
عرض حسام إبراهيم رئيس نقابة عمال الكهرباء وأعضاء مكتب النقابة لواقع العمل والعمال في المؤسسات التابعة لقطاع عمل المكتب والصعوبات التي يواجهها عمال الكهرباء في مواقع عملهم والمخاطر التي يتعرضون لها .
كما لفت ابراهيم إلى موضوع تبرير غياب العمال الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى أماكن عملهم بسبب الظروف الأمنية مؤكداً أن مكتب النقابة يبحث عن أفضل صيغة بالتوافق بين الإدارة واللجان النقابية تضمن معالجة أوضاع هؤلاء العاملين.
وتساءل رئيس مكتب النقابة: أين القوانين والتشريعات من الدستور الجديد؟ مؤكدا على ضرورة أن تتضمن التشريعات الجديدة المزايا التي نص عليها الدستور، ومطالبا بمكافأة العاملين في القطاع العام للجهود الكبيرة التي بذلوها خلال الأزمة.
توقيف العمل بالمداجن
أما وحيد منصور رئيس مكتب نقابة عمال التنمية الزراعية وأعضاء المكتب فقد أكدوا على أن التواصل شبه مقطوع مع اللجان النقابية بسبب الظروف الأمنية باستثناء عبر الهاتف .
وطرح منصور قضية صعوبة دوام العاملين في بعض الشركات حيث يقتصر على سكان المنطقة فقط لصعوبة الوصول إليها.
كما عرض رئيس النقابة لمشكلة المؤسسة العامة للدواجن المتمثلة في عدم تأمين مستلزمات الإنتاج مما سيؤدي إلى توقيف قسم الفروج عن العمل الأمر الذي يؤدي لزيادة أسعاره، وعدم تسديد ما يترتب على وزارة الدفاع من مستحقات.
مكافحة الفساد والمفسدين
في حين طالب حسام منصور رئيس نقابة عمال المصارف والتجارة والتأمين وأعضاء مكتب النقابة بتقديم توضيحات من رئاسة مجلس الوزراء حول المشكلات المتمثلة في نقل العاملين نتيجة التعاميم السابقة وتعديلها .
وأشار منصور إلى أن الحكومة الحالية لم تتمكن من معالجة أية أزمة بشكل واقعي، والتي يفترض بها أن تكون حكومة أزمة، «كما أردنا تسميتها» مؤكدا على ضرورة تحسين الوضع المعاشي من خلال ضبط الأسواق وتفعيل الرقابة عليها، وإزالة المعيقات أمام العمال.
وشدد منصور على ضرورة محاسبة التجار الذين ركبوا الأزمة واستغلوا الوضع، ومكافحة الفساد والمفسدين، متسائلا: أين دور المنظمات الأخرى في نشر الأمن والأمان والوعي في الظروف الحالية.
ولفت منصور إلى وجود دين على صندوق المساعدة بسبب بناء الشاليهات، منوها إلى أن مشكلة الاستثمار، وتشغيل القطاع الخاص كان لابد منه لعدم قدرة الدولة تحمل مسؤولية كل شيء، ولكن الخلل بدأ بعدم وجود آليات دقيقة لتوجيه هذه الاستثمارات.
الاستقالات والنقل بازدياد
محمود الرحوم رئيس مكتب نقابة عمال الصناعات الغذائية أكد على ان الظروف في القطاع الصناعي سيئة جداً، على الرغم من إزالة بعض الصعوبات في مؤسسات (الحبوب-المطاحن – المخابز) والتي تم تجاوزها خاصة في موضوع نقل المواد الأولية إليها.
وبين الرحوم أن الإنتاج متوقف في الشركة العامة للكونسروة لصعوبة تأمين المواد الأولية، وأن شركة الألبان تعاني كذلك من صعوبة تأمين المواد الأولية، مؤكدا على أن العمال في أغلب المخابز الواقعة بالمناطق الساخنة يتعرضون لأخطار كبيرة وأنهم على خط نار الاشتباكات والأفران، ومع ذلك يستمرون بالعمل رغم كل الظروف.
وأشار الرحوم إلى أن الاستقالات والنقل زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مما قلل من رصيد صندوق المساعدة في مكتب النقابة، مشيراً للديون المتراكمة الواجب سدادها على بعض الشركات مثل (الكونسروة... كاميليا....) لمصلحة المكتب.
حماية الشركات ضرورة
نبيل المفلح رئيس نقابة عمال الصناعات الكيماوية أكد ان الشركات تعاني من صعوبة نقل المواد الأولية مما ينعكس على الإنتاج، مستعرضا واقع الشركات التابعة لقطاع عمل مكتب النقابة، حيث تعرضت شركة تاميكو للأدوية لهجوم أسفر عن استشهاد الحارس وتحطيم 4 سيارات، وسرقة 3 سيارات وسرقة 4 بنادق، منوهاً بوجود مشكلة في المخزون لعدم قدرة الوكلاء استجرار الإنتاج بسبب الظروف الأمنية.
في حين أن شركة الزجاج متوقفة لعدم توفير مستلزمات الإنتاج والطريق سيئ لا يستطيع العمال الوصول إلى الشركة، موضحاً أن العمال يذهبون بشكل متقطع للعمل في كل من شركة سار والدهانات اما شركة الكبريت فهي متوقفة، وتم نقل 40 عاملاً منها.
تعويض شهداء الحركة النقابية
علي مرعي رئيس نقابة عمال النفط اكد على ان العمال يتعرضون لمشاكل كبيرة منها السرقات بملايين الليرات والتشليح من العصابات المسلحة، مؤكدا على ضرورة تبرير غياب العمال الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى أماكن عملهم بسبب الظروف .
وأشار مرعي إلى أن النقص في مستلزمات الانتاج سببه عدم القدرة على التنقل بسبب الظروف الأمنية، مؤكدا على أهمية تأمين الشركات وحمايتها لمتابعة إنتاجها.
وتقدم مرعي بمقترح لحل أزمة المازوت تمثل بتوزيع 400 ليتر بالشهرين لصعوبة التنقل بين المدن بدلاً من 200 بالشهر، منوها إلى ان الآلية المطروحة حاليا لا تقدم خدمات إلى الريف وهي غير واضحة .
وعن أزمة الغاز قال مرعي: إن المشكلة في الاستيراد بسبب عدم القدرة على تغطية الحاجة والمخزون محدود، وهناك ثمانية مستودعات خرجت عن الخدمة، وأوضح مرعي أنه تم رفع طلب لإلغاء مستودع المزة، ووجه الكتاب للمحافظ لإيجاد البديل، مشيرا إلى فوضوية المواطن للحصول على الخدمة واحتكار التجار لها في أحيان كثيرة، وأشار رئيس النقابة لموضوع تعويض شهداء شركة النفط ومعاملتهم معاملة الشهداء من حيث الاعانات كما غيرهم من الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن.
مشكلة في تصريف الإنتاج
ايهم جرادة رئيس نقابة عمال الصناعات المعدنية عرض لواقع الشركات التابعة لقطاع عمل المكتب، حيث أشار إلى توقف شركة بردى بسبب الخراب الكبير في أقسامها، وتعرض خطوط الانتاج للتلف إضافة إلى أن الطرقات غير آمنة.
وأشار جرادة إلى أن شركة الإنشاءات المعدنية حققت نسب تنفيذ 30%، فقط لعدم توفر المواد الأولية في حين أن معاناة شركة النصر تتمثل بصعوبة تأمين المواد الأولية بسبب العقوبات الاقتصادية، وصعوبة نقل الأجهزة وتعرض العديد من مراكزها للحرق والنهب والاستيلاء والتخريب .
وأضاف جرادة أن هناك مشكلة في تصريف الإنتاج وتأمين المواد الأولية في شركة سيرونيكس، حيث كان اعتمادها على المؤسسة العسكرية التي أوقفت الاستجرار نتيجة الظروف الأمنية.
وعن أوضاع شركات القطاع الخاص قال رئيس النقابة: هناك معاناة كبيرة تتمثل في تسريح الكثير من العمال، وتوقيف بعض المعامل كلياً أو جزئياً، وخطط الإنتاج ضعيفة والطرق أيضاً غير آمنة .
وأكد جرادة على ان العمل بالمستوصف سيئ بسبب الظروف والأحداث، ولكن هناك تسهيلات مع العمال الذين لديهم ظروف خاصة، مشيرا إلى صعوبة تأمين الاشتراكات من القطاع الخاص .
عدم توفر الغاز والمازوت
ميادة الحافظ رئيس نقابة عمال التبغ أشارت إلى صعوبة الطريق إلى المؤسسة لتواجدها بمنطقة ساخنة، مؤكدة على ان وضع المستودعات جيد ولم يتعرض للأذى.
وعرضت الحافظ لواقع انتاج المعمل، مشيرة إلى ان غياب العمال، وصعوبة التنقل والطرقات، وعدم قدرة الورديات المسائية على الدوام بسبب الظروف الأمنية ادى إلى انخفاض الإنتاج.
كما أشارت الحافظ إلى العديد من المشكلات المتعلقة بعدم توفر الغاز والمازوت، وعدم توفر الأدوية اللازمة للعمال، مؤكدة هي الأخرى على ان صندوق المساعدة جيد مقارنة مع غيره.
الارتفاع الجنوني في الأسعار
بشير حلبوني رئيس نقابة عمال الدولة والبلديات أشار إلى وجود عجز بصندوق النقابة مما يؤدي إلى التأخير في صرف المساعدات والإعانات بسبب كثرة النقل والاستقالات والوفيات نتيجة الظروف والأزمة.
وأكد حلبوني ضرورة العمل على توثيق الضرر الذي أصاب بعض بيوت العاملين سواء بالسرقة أو الهدم عن طريق لجنة معاينة، ليصار إلى مساعدتهم وتعويضهم، مشددا على اهمية التعاون مع أغلب الإدارات والتجاوب الذي يبديه المحافظ لحل المشاكل.
ودعا حلبوني لإيجاد آلية ملائمة لتبرير غياب العمال الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى أماكن عملهم، مشيرا إلى معاناة المواطنين جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار، وعدم تناسب هذا الغلاء مع الرواتب، ومتمنيا بهذا الخصوص المساعدة من الحكومة خاصة مع قدوم فصل الشتاء .
التسريح التعسفي
وعرض بركات لواقع المعامل التابعة لقطاع عمل مكتب النقابة مشيرا ان معمل مصياف خرج عن الخدمة منذ شهرين بسبب الأزمة لعدم توفير المواد الأولية ومعمل درعا متوقف بالكامل وفي معمل دباغة الأمور جيدة وهناك معاناة بتأمين الجلود المستوردة ولكن تؤمن محلياً بصعوبة.
وقال بركات : هناك غياب كامل للإدارة في شركة التحويلية مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة منها عدم توفر وسائل النقل، عدم تأمين مواد أولية، ومعمل الأحذية التواصل معه معدوم نهائيا ولكن مكتب النقابة يستمر بالتواصل مع الادارة للإيفاء بتعهدها بعدم قطع رواتب العمال، مؤكدا أن هناك معاناة بوصول بعض العمال إلى شركاتهم في أغلب المناطق ولكن يأخذون رواتبهم على أكمل وجه.
وعن القطاع الخاص قال رئيس نقابة الصناعة الخفيفة: إن وضعه مأساوي بسبب بعض مواد قانون العمل الذي أجاز التسريح التعسفي، وهدر في حقوق العمال إضافة إلى المعاناة اليومية من حيث الطرق المقطوعة التي تحول دون وصول العمال إلى شركاتهم.
انقطاع في رواتب العمالب
حسين حمدان رئيس نقابة عمال السكك الحديدية أشار إلى عدم ورود محاضر اللجان النقابية نتيجة الأوضاع، وعدم تمكنهم من الوصول إلى أماكن عملهم.
وفي محطة السبينة قال حمدان: هناك معاناة كبيرة في تحرك العمال منها وإليها والوضع سيئ وهي متوقفة كلياً، حيث سقطت عدة قذائف عليها مما أدى إلى تهديم أقسام منها.
وأضاف حمدان في المؤسسة العامة للخط الحديدي هناك انقطاع لرواتب العمال بسبب عدم التزام المستثمرين بدفع مبالغ مستحقة عليهم وهناك ديون كثيرة على المؤسسات لم تسدد مما أدى إلى إفلاسها.