بصراحة: ممثلي الحكومة والنقابات!

بصراحة: ممثلي الحكومة والنقابات!

حضور ممثلي الحكومة في الاجتماعات والمؤتمرات النقابية على مختلف مستوياتها ليس بالشيء الجديد، وإنما هي عادة عُمِل على تكريسها منذ سنوات طويلة، وما زالت مستمرة إلى الآن؛ وهذا يعبر عن المادة الثامنة في الدستور السوري القديم وشعار: «نحن والحكومة فريق عمل واحد» طالما النقابات تمسكت ودافعت عنه، والتجربة الطويلة بين الحكومة والنقابات في هذا المضمار أو سواه، تفيد بالكثير من الدروس المفترض التوقف عندها، واستخلاص النتائج والعبر من علاقة غير متكافئة كهذه من حيث التأثير والتأثر!!.

قبل الأزمة كانت الحكومة تحضر غالباً ممثلة بمهندس السياسات الاقتصادية الليبرالية «الدردري»، وهو الابن البار لصندوق النقد والبنك الدوليين الدولي، ومن الطبيعيّ أن يدافع عن السياسات الليبرالية ويسوق لها ويعتبرها مخرجاً إنقاذياً للاقتصاد الوطني، وتجاوز ما كانت تعتبره سياسات اقتصادية قديمة، للدخول في آليات الاقتصاد العالمي والانفتاح عليها؛ وبهذا تكون الحكومة قد شنت هجومها على أهم مرتكزات التطور السابقة.
اليوم أيضاً تشارك الحكومة النقابات اجتماعاتها، وتستكمل هجومها على ما تبقى من القطاع العام من خلال سباقها المحموم في إصدار مجموعة جديدة من القوانين والتشريعات، لتثبيت ما تم انجازه سابقاً من لبرلة، ولتأمين الاستمرار اللاحق للسياسات الليبرالية التي تسمح بأوسع عملية خصخصة.
 إن المؤتمرات النقابية هي المكان المناسب من أجل مراجعة العمال والنقابيين للسياسات وأشكال النضال المطلوبة للرد الحقيقي على إجراءات الحكومة، وأرباب العمل تجاه حقوق العمال، وفي مقدمتها حقهم في رفع الأجور وحماية القطاع العام. لكن كيف يتم الرد على مواقف العمال من ممثلي الحكومة خاصةً تلك التي تتحدث عن واقع العمال كما هو وتطالب بتغييره؟!.
تتراوح الردود بين المباشرة والمواربة فهم «ممثلي الحكومة» لا يستطيعون تحمل ما يقوله وما يطالب به العمال، خاصةً إذا كان الطرح يمسها مباشرةً من حيث تحميلها مسؤولية جزءٍ مهم مما أصاب البلاد والعباد بسبب سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، المنحازة لقوى رأس المال وقوى الفساد الكبير في السابق والحاضر، في الوقت الذي يجري فيه تحميل العمال مِنّة دفع أجورهم التي لا تسد الرمق!!.
المفترض الرد على تساؤلات النقابين واستفساراتهم المختلفة وكذلك مطالبهم التي يكررون طرحها في كل مؤتمر إلى الحد الذي قال فيه أحد النقابيين: نتمنى على الحكومة والقيادة النقابية أن تقول لنا ماذا تحقق من المطالب التي طرحت في المؤتمر القادم!!.