حوارات نقابية
دخل المرشح النقابيّ عبد الله إلى مكتب مديره في الشركة وألقى التحية:
- احترامي معلّميّ (فقد تعوّد أن يخاطب رؤساءه بهذه التحيّة العسكريّة التي يفضّلونها على أيّة تحيّة أخرى بعد عسكرة المجتمع).
- أهلين، شو عبد الله أفندي.. سمعنا إنك مرشّح حالك عالانتخابات؟
- أيوالله يا أستاذ.. رح حاول انشالله أخدم زملائي بكل إمكانياتي.
- طيب، وإذا قلنالك نحنا مستغنايين عن خدماتك النقابية، شو بتقول؟
- سيدي رح جرّب حظّي، كل زملائي شجّعوني على الترشّح ووعدوا يصوّتولي..
- بس أسماء اللجان النقابية صارت معروفة للقاصي والداني، وحتى اسم رئيس المكتب النقابي تعيَّن والعمال عم يباركولو.. شو مانك دريان يعني؟
- أستاذ لسّه الانتخابات ما صارت! كيف عم بباركولو؟!!
- ولك يا بني آدم إنت مانك من هالبلاد؟ عم نقلّك كل شي انطبخ واستوى. رُحْ قدّم طلب انسحاب أحسن ما تتبهدل وتزعج حالك عالفاضي..
- أستاذ ليش خايفين من ترشيحي؟ خلّو العمال تصوّت لمين ما بدها، المهم تصير الانتخابات..
- ولك عبد الله الزفت! إنت شو ما بتفهم؟ القيادة وضعت الأسماء اللي شايفتها بتناسب المؤامرة والحرب الكونية على البلد.. ولسّه بتقلّي انتخابات وما انتخابات؟
- طيب أستاذ شو فارقه معكن؟ طالما القوائم مغلقة والنتيجة محسومة.. خلّونا نخوض هالتجربة!
- فعلاً إنك واحد عنيد وغبي وبتحبّ اللعي كتير.. ولك أنت نفسك ما رح تصوّت لحالك، فهمت واللا لأ؟ بالتزكية يعني بالتزكية، واللا حابب أنقلك على الرقة لعند داعش؟ قم انقلع رُح قدّم طلب انسحابك، العمى فعيونك إذا ما ارفعتلّي ضغطي..
طأطأ عبد الله رأسه وانصرف وهو يردّد في سرّه: ((ليس غريباً أن تقوى وتتمدّد داعش طالما أن بعض قياداتنا ما زالت بهذه العقلية بعد أربع سنوات من «الحرب الكونية».