إضرابات عمال الطباعة ونضالهم ضد الانتداب

إضرابات عمال الطباعة ونضالهم ضد الانتداب

تأسست نقابة عمال الطباعة بين 1924 - 1925 والتي كانت ذات طابع طبقي وقادت العديد من الإضرابات ضد أصحاب المطابع، حيث كان يعمل في الطباعة بضع مئات من العمال الذين ساعدتهم  ظروف عملهم القاسية والخطرة، واطلاعهم على أخبار العالم من خلال عملهم في صب الصحف السياسية على تشكل وعيهم السياسي

وهذا ما ميزهم عن غيرهم من العمال، وكانت نقابة عمال الطباعة من أوائل النقابات التي أسسها الشيوعيون  في وقت مبكر، وشارك عمال الطباعة كغيرهم في الإضرابات الوطنية والمطلبية التي أستمرت من 1 أيار 1926 حتى شهر آب من العام نفسه احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية بسبب الانخفاض المفاجئ للأجور، ومن أجل وضع قانون للعمل؛ وقد سعت سلطات الانتداب لقمع هذه الإضرابات، ولكن وعلى الرغم من كل أساليب الإرهاب بحق العمال لم تستطع النيل من عزيمتهم أو كسرها، ومما زاد من حدة الإضرابات اعتقال الشرطة لبعض القادة النقابيين ونفيهم إلى جزيرة أرواد وصحراء الرقة لمنع اتساع الإضرابات، وعندما أعلن الحزب الشيوعي عن نفسه قام الجنرال الفرنسي بإصدار أمر يحظر فيه الحزب الشيوعي، لذا قامت السلطات الفرنسية بحملة اعتقالات واسعة وكان بين المعتقلين عمال الطباعة الذين كانوا يصبون العدد الأول من جريدة المنجل والمطرقة ومنهم الرفيق هيكازيون بوياجيان وخالد بكداش،  وقد جرت محاكمة علنية بحقهم، وأعلن الحزب عن برنامجه وعن شعار كفاحه الأساسي، ووقف العمال في المحكمة وانتقدوا الإمبريالية علناً وعلى مسامع المحتلين، وأعلنوا عن مطالب الحزب الشيوعي ودفاعه عم حقوق الطبقة العاملة، وفي شهر آب من عام 1933 نظم الحزب الشيوعي إضراباً لعمال الطباعة احتجاجاً على تخفيض الأجور، حيث استمرت في البلاد موجة الإضرابات وأتخذ قرار في نقابة عمال الطباعة لجمع التبرعات لعمال المطابع المضربين في بيروت عام 1933، ولمساعدة المحتاجين منهم  لكي يصمدوا في إضرابهم ولنيل مطالبهم المحقة، وبالفعل صمدوا ونالوا بعض مطالبهم وكسروا شوكة المحتل وداعميه، وكان أهم مطلب حققه العمال بزنودهم القوية زيادة الأجور، وفي عام 1936 وجهت نقابة عمال الطباعة العمال للاشتراك في الإضرابات للمطالبة في زيادة الأجور وقد سيطرت الإصلاحية والمهادنة آنذاك داخل الحركة العمالية والنقابية، وتزعمت هذه العناصر معظم النقابات ومن بينها نقابة عمال الطباعة،  وأثناء أيام الوحدة عام 1958 اعتقل رئيس نقابة عمال  الطباعة الشيوعي عمر قشاش الذي انتسب إلى النقابة عام 1948 وأسهم في تأسيس اتحاد عمال الطباعة في سورية، الذي مازال قائماً حتى اللحظة.