العمال.. ظروف قاهرة تمنعهم عن العمل

العمال.. ظروف قاهرة تمنعهم عن العمل

الأحداث الأمنية المتصاعدة منذ اندلاع الأزمة الوطنية تلقي بثقلها على الفقراء من الشعب السوري، وهنا   لا استثناء لأحد في أية بقعة من سورية، فالكل يعاني من الأزمة في معيشته، وفي تحركه نحو عمله، وفي أمانه، وأمان عائلته، وخاصة العمال في المعامل وفي أماكن العمل الأخرى الذين يعانون بالإضافة لما ذكرنا من القرارات الجائرة للإدارات التي لا تراعي ظروفهم الاستثنائية،

وذلك بأن يتغيب العمال مضطرين عن عملهم نتيجة للمخاطر التي يتعرضون لها، وانعدام المواصلات بين السكن وعملهم، حيث يرتب عليهم ذلك عبئاً إضافياً بأن تقوم الإدارات باحتساب الغياب الذي هو غير مبرر من وجهة نظر الإدارات مع العلم أنها تعلم بالدواعي التي تجعل العمال يتغيبون عن عملهم، والأنكى من ذلك أن محافظة دمشق وجهت تهديداً لعمال النظافة المتغيبين بالفصل عن العمل، حيث معظم هؤلاء يقطنون في المناطق الساخنة مثل منطقة سبينة، والحجر الأسود، ومخيم الوافدين وغيرها من المناطق الأخرى الساخنة التي يقطنها العمال والمهمشون.

إن التعامل في  ظروف كهذه وبهذه الطريقة مع العمال، ودون مراعاة للأوضاع الصعبة التي يعانون منها خاصةً مع الغلاء الفاحش، والأسعار المستمرة بالارتفاع تكون الإدارات قد ساهمت من جهتها بزيادة حطب الأزمة الذي يحتاج من الجميع، وخاصةً النقابات العمل على عدم زيادته والتقليل منه ما أمكن ذلك، وهذا ممكن من خلال الضغط على الإدارات التي لا تقدر مخاطر إجراءتها، ومسؤوليتها في رعاية شؤون العمال كما هي مسؤوليتها في استمرار الإنتاج، وزيادته أيضاً.