متقاعدو حلب بلا رواتب.. والعقاري يرد برفع السلاح!!

متقاعدو حلب بلا رواتب.. والعقاري يرد برفع السلاح!!

ظل موضوع خصوصية المجتمع السوري في طريقة تعامله مع المتقاعدين مؤسسات وأفراداً محل جدل في الأوساط النقابية والإعلامية، ونحن هنا لسنا في وارد مع أو ضد، ولكن من واقع التجربة يمكن التأكيد أنّ المتقاعد له خصوصية فريدة من نوعها

خصوصية من نوع آخر، خصوصية منزوعة الوفاء، فالمتقاعد ليس في سورية فقط، وإنما في الوطن العربي بشكل عام ليس كالمتقاعد في الغرب ينتهي به المطاف إلى زوج وزوجة مؤمّن عليهما صحياً ومعيشياً، متقاعدونا مع الحياة تزداد احتياجاتهم، لابل في تزايد وتنامٍ مستمر، وفي الغالب الكثيرون منهم لم يتمكنوا من توفير مسكن لأسرهم، فضلاً على أن معاشاتهم أُقتص منها الكثير

آخر الصرخات من المتقاعدين وردت لمكتب «قاسيون» من محافظة حلب حيث جاءت كشكوى من أحد المتقاعدين قال فيها:
 «إنه منذ تاريخ 20\12\2013 لم يتم صرف الرواتب التقاعدية لمتقاعدي (التأمين والمعاش) و المتقاعدين في (الشؤون الاجتماعية)، حيث ظل المتقاعدون طوال الفترة الماضية يواظبون على ارتياد المصرف العقاري لتقاضي رواتبهم لكنهم منذ تاريخه وهم يعودون أدراجهم بخفي حنين، وتكون الحجج هي نفسها إما بسبب انقطاع التيار الكهربائي، أو خلل في الشبكة، أو عدم وجود اتصالات.
 مراسل «قاسيون» وفي بادرة حسن نيَّة منه قبل نشر الشكوى حاول أكثر من مرّة الاتصال بالمصرف خلال ثلاثة أيام متتالية ليكون رد الموظفين هو ذاته، وبالحجج الواهية نفسها، وآخر محاولات أصحاب الشكوى، أنه وبتاريخ 12\1\2014، توافد المتقاعدون منذ الساعة السابعة صباحاً إلى مقر المصرف العقاري قبل أن يفتح أبوابه، واصطفوا في أرتال منتظمة مهيئين أنفسهم في انتظار أن يفتح أبواب الفرج بوجههم التي سدت عليهم دون وجه حق، وسدت على أغلبهم مصدر رزقهم الوحيد في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. إلا أن حراس الحماية والأمن تعامل معهم بطريقة مهينة لهم ولتاريخهم، وحسب أحد المواطنين أنهم قاموا بدفع المواطنين بقسوة بالتزامن مع إطلاق أعيرة ألسنتهم بعبارات مستفزة، دون أن يتحرك أحد من المواطنين قيد أنملة أو ردة فعل غير طبيعية، ما دفع أحد هؤلاء لطلب بندقية من عنصر آخر، وإشهارها في وجوههم محاولة منه لطردهم من أمام المبنى رغماً عنهم.
إن التصرف الأرعن واللامسؤول من تلك العناصر يجعلنا نتساءل: كيف يتصرف بهذا الشكل؟ وهل المسؤول عنه على علم بذلك سواء كان تصرفاً فردياً أم بموجب أوامر من الأعلى منه رتبة، أمام عدم اكتراث إدارة المصرف لأسئلة المتقاعدين حول مصير رواتبهم، حيث لم يتنازل أحد الإداريين تبرير هذا التأخير غير المبرر أمام حاجات المواطنين في ظل أزمة أنهكت جيوبهم «المبخوشة» أصلاً؟!.
إننا في «قاسيون» نطالب بمحاسبة من أهان هؤلاء المتقاعدين، وإيجاد حل سريع لشكواهم تقديراً لمّا قدموه لهذا الوطن!!.