نور أبو فرّاج

نور أبو فرّاج

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

داعش.. شركة المرعبين المحدودة

في عام 2001 أصدرت شركة والت ديزني فيلم الرسوم المتحركة «شركة الوحوش». وتدور أحداثه في شركة لإنتاج الطاقة، توظّف عدد من الكائنات المخيفة والغريبة المتخصصة والبارعة. تتسلل الوحوش إلى خزائن الأطفال، وتوقظهم من غفوتهم كي ترعبهم وتحوّل أصوات صرخاتهم ونداءاتهم إلى طاقة تحرك وتنير «بلاد الوحوش».

الصراخ المباح

في الباص ظنّ بأنه لن يصمد بعد، سيموت اختناقاً. هذا ما قاله لنفسه، بينما كان محشوراً ضمن كتلةٍ من الأجساد البشرية المتعرّقة المتعبة. وبالرغم من أنه يخوض كل يوم، مثل 90% من سكان مدينته، الحرب ذاتها مع ازدحام المواصلات، بحيث يجب أن يكون اعتادها الآن، إلا أنه لا يعتادها. في أيامٍ محددةٍ يفقد صبره، ويصعد إلى الباص كما لو أنه سائحٌ يتعرف للمرة الأولى كيف يمكن لعشرات البؤساء المحظوظين أن يحشروا في مستطيلٍ متحركٍ كهذا، فيما يشوّى من لم يحالفه الحظ بنار الشمس على الرصيف.

أوساط ثقافية..

خلال الأسابيع الماضية، حصلت حوادث منفصلة في أماكن متفرقة من العاصمة دمشق ضمن فعاليات ثقافية وعلمية، قدمت صورةً هزليةً ومؤلمة -إلى جانب كونها مثيرةً للغضب- حول المناخ الذي يسود بعض الأوساط الثقافية السورية اليوم، وبين من يطلقون على أنفسهم، دون أدنى قدرٍ من التواضع «نخبة المجتمع». 

إفعل عكس ما تقوله أمريكا..!

هل يعلم صنّاع القرار الأمريكي بأننا نكرههم؟ هل هم على دراية بالاتجاه المناهض لسياسات الولايات المتحدة الذي ساد لسنوات في المنطقة؟ أم أن ذلك «التفصيل الهامشي» غاب عنهم و« سقط سهواً »؟!

أفكارٌ مبعثرة على باب البيت

يجلس أحد الشبان في باب بيته يدخن سيجارته، تقوده فكرةٌ إلى أخرى، ليتذكر جملةً كان يسمعها بكثرة في الأشهر الأولى من بدء الأحداث في البلاد، حينما كان يقترح على بعض أصدقائه من النشطاء السياسين الغاضبين، خَجِلاً، وبصوت منخفض -أقرب للاعتذار- ضرورة التدرج في المطالب، وتحديد الأهداف والشعارات بدلاً من المطالبة بقلب البلاد رأساً على عقب بين ليلة وضحاها. يتذكر الآن بوضوح تام الازدراء الذي قوبل به كلامه، ونظرات الاتهام التي قذفته من كل صوب لأنه لم يكن «ثورياً» بالدرجة الكافية، «لا وقت لكل ذلك، فات الأوان الآن»،  تلك كانت الإجابة الحاسمة التي تناقلتها جميع الشفاه: «لا وقت للعمل السياسي، الموضوع خرج عن السيطرة». 

«دونكيشوت» من هذا الزمان

طوال سنوات لم يعرف الكثيرون من الأوروغوي سوى منتخبها الرياضي والخبر الذي تداولته وسائل الإعلام مؤخراً عن تحولها لأول بلاد تشرّع قانوناً يسمح بزراعة وتجارة الماريجوانا. حتى جاء الأسبوع الماضي، ليتحول رئيسها «المتقشّف» خوسيه موخيكا نجماً لوسائل الإعلام.

زياد الرحباني متنقلاً بين المرئي والمسموع

تترك الإطلالات الإعلامية الأخيرة لزياد رحباني المشاهدين في حيرة، خاصةً أولئك الذين لم يستطيعوا التصالح مع طبيعة تصميم البرامج الحوارية في الكثير من القنوات اللبنانية، والقائمة على أسس الإبهار البصري والمحاولات المتكررة «لكسر القالب» والخروج عن المألوف. ولذلك لم يستطع الكثير من متابعي زياد فهم الأسباب التي قد تدفعه مثلاً للظهور على شاشة (LBC) عبر برنامج «المتهم» قبل عدة أسابيع.

أي النارين يختار الشعب السوري؟

إن فهم السياسة الإعلامية اليوم، لم يعد حكراً على الدارسين فقط، بل أصبح حديث الشارع السوري بجميع أطيافه، بعد الدور الكبير الذي لعبته وسائل الإعلام الخارجية والمحلية في تغطية الأحداث في البلاد معبرة عن مصالح الجهات المالكة لها، بحيث تحولت من مجرد ناقل للحدث إلى عامل مؤثر في صناعته وتوجيهه...

(الوطن.. أكثر من ذلك)

بالرغم من أن الشعور الغامض المبهم بالانتماء كثيراً ما يكون مسيطراً جارفاً بحيث لا يمكن تجاهله، مؤثراً في تفاصيل الحياة وقراراتها كل يومٍ وفي كل لحظة،  إلا أن قلة فقط يدّعون فهمه وتحديد ماهيته، إلى ماذا ننتمي حقاً؟ ما هي الأوطان؟ وما هي تلك الهوية المتفردة التي تجعلنا «نحن» وتعلن سطوتنا على الجبال والكلمات والبطولات وكتب التاريخ.