من وحي النيروز

من وحي النيروز

ننشر فيما يلي أبياتاً من قصيدة للشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب
والتي نشرتها جريدة السلام العراقية في العدد 19 آذار 1948 والتي ألقاها الشاعر في حفل للشبيبة الكردية يوم الجمعة 16/3/1948

طيف تحدى به البارود والنار ما حاك طاغ وما استبناه جبار
ذكرى من الثورة الحمراء وشحها بالنور والقانئ المسفوك آذار
مرت على القمة البيضاء صاهرة عنها الجليد فملء السفح أنهار
في كل نهر ترى ظلا تحف به أشباح (كاوا) ويزهو حوله الغار
يا شعب (كاوا) سل الحداد كيف هوى صرح على الساعد المفتول ينهار
وكيف أهوت على الطاغي يد نفضت عنها الغبار وكيف انقض ثوار
والجاعل (الكير) يوم الهول مشعلة تنصب منه على الآفاق أنوار
قف عند (شيرين) واهتف ربما نطقت وحدثتك بما تشتاق أحجار
وربما ارتجت الأصداء وانفجرت قيثارة في يد الراعي ومزمار
و الفارس الثائر المغوار هل بقيت من خيله الصافنات البلق آثار
تكاد تسمع في الآفاق صيحة- كأنها في سماء الحق إعصار
مرت على الظلم فاهتزت دعائمه وجلجلت فهي للباغين إنذار
وساء مستعمراً أن يستفيق على أصدائها جائع في الحقل منهار
وأن يهب إلى الأغلال يحطمها شعب وتنشق عن عينه أستار
كم أيتم البغي من طفل وسار على بيت هوى جحفل للبغي جرار
وكشر السجن عن بابيه وارتفعت حمر المشانق يغذوهن جزار
كاوا كيعرب مظلوم يمد يدا إلى أخيه فما أن يهدر الثار
والمستغلان في سهل وفي جبل يدميها بالسياط الحمر غدار
سالت دماؤهما في السوط فامتزجت فلن يفرقها بالدس أشرار
وأغمد الظلم في الصدرين مخلبه فجمعت بالدم الجرحين أظفار
ووحد الجوع عزم الجائعين على أن يوقدوها وألّا تخمد النار
وقرب القيد من شعبين شدهما ووجهت من خطا الشعبين أفكار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح حتى تحرر من محتلها الدار

معلومات إضافية

العدد رقم:
1219