أم سعد امرأة حقيقية
يدعو الشهيد غسان كنفاني في روايته «أم سعد» إلى التعلم من الجماهير وتعليمها، وصوّر كيف كانت أم سعد امرأة حقيقية، فكتب الأم الفلسطينية كرواية عام 1969 مرفقة بالإهداء التالي: إلى أم سعد، الشعب المدرسة. ويقول كنفاني في تمهيد الرواية:
«أم سعد امرأة حقيقية، أعرفها جيداً، وما زلت أراها دائماً، وأحادثها، وأتعلم منها، وتربطني بها قرابة ما، ومع ذلك فلم يكن هذا بالضبط، ما جعلها مدرسة يومية، فالقرابة التي تربطني بها واهية إذا ما هي قيست بالقرابة التي تربطها إلى تلك الطبقة الباسلة، المسحوقة والفقيرة والرامية في مخيمات البؤس، والتي عشت فيها ومعها، ولست أدري كم عشت لها.
«إننا نتعلم من الجماهير، ونعلمها» ومع ذلك فإنه يبدو لي يقيناً أننا لم نتخرج بعد من مدارس الجماهير، المعلم الحقيقي الدائم، والذي في صفاء رؤياه تكون الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب.
لقد علمتني أم سعد كثيراً، وأكاد أقول إن كل حرف جاء في السطور التالية إنما هو مقتنص من بين شفتيها اللتين ظلتا فلسطينيتين رغم كل شيء، ومن كفيها الصلبتين اللتين ظلتا، رغم كل شيء تنتظران السلاح عشرين سنة.
ومع ذلك فأم سعد ليست امرأة واحدة، ولولا أنها ظلت جسداً وعقلاً وكدحاً، في قلب الجماهير وفي محور همومها وجزءاً لا ينسلخ عن يومياتها، لما كان بوسعها أن تكون ما هي، ولذلك فقد كان صوتها دائماً بالنسبة لي هو صوت تلك الطبقة الفلسطينية التي دفعت غالياً ثمن الهزيمة.
والتي تقف الآن تحت سقف البؤس الواطئ في الصف العالي من المعركة، وتدفع، وتظل تدفع أكثر من الجميع».
يذكر أن الشهيد غسان كنفاني قد ترك العديد من المجموعات القصصية والروايات والمسرحيات والدراسات التاريخية التي تصور الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية مثل: أرض البرتقال الحزين 1962، رجال في الشمس 1963، عن الرجال والبنادق 1968، عائد إلى حيفا 1969، أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1966، ثورة 1936 _ 1939 في فلسطين 1972 وغيرها من الأعمال.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1066