عدد المكتبات في الصين
مع انتشار منصات الكتب الإلكترونية، أصبح تناقص المكتبات في الشوارع ظاهرة عالمية. في المقابل، استمر عدد المكتبات في الصين في الازدياد.
بين عامي 2002-2012، عانت المكتبات في الصين من «شتاء بارد» وأغلق نصفها تقريبا بسبب غلاء الإيجار، وصدمة الكتب الإلكترونية. كما اعتاد الناس على استكشاف الكتب التي يحبونها في المكتبات، ثم شرائها بخصم يصل إلى 50٪ و60٪ أونلاين. لكن هذا الوضع تغير كثيراً في السنوات الخمس الماضية.
حسب الإحصاءات، وجدت 1910 مكتبات في بكين في نوفمبر الماضي، بزيادة 611 عن 2019. وفي سبعينات القرن الماضي، كان لدى الصين سلسة مكتبات وحيدة، هي مكتبة شينخوا التي تديرها الدولة، وكان عدد المكتبات أقل من 10 آلاف على مستوى كامل البلاد. وفي عام 2019، بلغ عدد المكتبات في جميع أنحاء البلاد 160 ألف مكتبة، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الصين.
نشرت صحيفة «أورينتال نيوز» اليابانية مقالاً، ذكرت فيه بأن الزيادة في عدد المكتبات الصينية نتيجة مباشرة للنمو الاقتصادي، وافتتاح 500-600 مركز تسوق كبير كل عام في الصين. ومن أجل تعزيز جاذبيتها، تقوم مراكز تسوق بافتتاح مكتبات مليئة بالحس الفني. كما لا يتوقع المشغلون جني الأموال عن طريق بيع الكتب، لكنهم يريدون السماح للذين لديهم القدرة الشرائية بالتوقف والقراءة في المكتبة، ثم الذهاب إلى المطاعم لتناول الأطعمة والتسوق.
أما العامل الثاني الذي ذكرته الصحيفة اليابانية، فهو «القوة الثقافية». حيث يبحث المشغلون عن طرق لزيادة ربحية المكتبات، مثل: بيع القهوة أو الوجبات الخفيفة. وتطلق عدّة مكتبات أنشطة، مثل: صنع القهوة، وتدريس تنسيق الزهور وفصول الموسيقى، وتقيم بعض المكتبات حوالي 300 نشاط سنوي. في هذا السياق، قال موظف بإحدى المكتبات: يبلغ إجمالي الأرباح من الكتب حوالي 30٪، والبن 50٪، أما هامش الربح من الأنشطة فكبير نسبياً.
وإلى جانب ذلك، فإن دعم الحكومة يعد أحد أهم الأسباب في تطور عدد المكتبات في الصين خلال السنوات الأخيرة. حيث شجعت الحكومة الصينية حملة «القراءة للجميع» وعملت على تعزيز الاستهلاك من خلال تحسين الحس الثقافي للمستهلك في إطار إستراتيجية النمو الاقتصادي طويل المدى.
نقلاً عن «الشعب اليومية أونلاين» الصينية
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 998