ماذا كتبت قاسيون عن «كورونا» عام 2015؟

ماذا كتبت قاسيون عن «كورونا» عام 2015؟

يموت 30 ألفاً من عمال المناجم سنوياً في حوادث العمل حول العالم، ولا نسمع حملة إعلامية عالمية من أجلهم! ويموت الآلاف من البرد والجوع وسوء التغذية حول العالم ولا نسمع ضجيج الفضائيات من أجلهم!

ومات الملايين بسبب الحروب وأعمال العنف والجريمة وحوادث الطرق في السنوات العشرين الأخيرة، واكتفت إمبراطوريات الإعلام بالقول يومياً: حدث كذا وحدث كذا... إلخ دون الحديث عن المسبب! لأن الحديث عن تلك القضايا تتعلق بتهديم أسس الرأسمالية.
أما الضجيج العالمي حول فيروس كورونا حالياً، والفيلم السينمائي الذي اكتشف الآن للناس، واعتبروه تحذيراً للفيروس بسبب وجود عوامل مشتركة بين الفيلم وبين ما يحدث: «الصين + الخفاش»، وأصبح متداولاً الآن على وسائل الإعلام وصفحات التواصل، كتبت عنه جريدة قاسيون في العدد 726 بتاريخ 4/10/2015 بعنوان «كيف التقى الخنزير بالخفاش المزعوم؟»

كيف التقى الخنزير بالخفاش المزعوم؟

تجلس في غرفتك، أما تلفاز أو حاسوب. لا فرق. تشاهد «بحرية» تامة ما تعرضه عليك إمبراطوريات «الإعلام الحر»! فأنت حر، تملك خيار المشاهدة أو الاستماع لما تبثه وتنقله آلاف المحطات الفضائية والإذاعية ومواقع الويب.
خلف هذه التكنولوجيا المتطورة، يجلسون «هم»، يصنعون لك مواد وبضائع مختلفة، سينما وأغاني وصحفاً وإعلاماً وكتباً وبرامج تبدو لك مختلفة ومتنوعة الأشكال والاتجاهات، ولكن الحقيقة أن كل ما يقدمونه لك في جوهره ذو اتجاه واحد هدفه خداعك وتنويمك دون أن تدري ما حصل فعلاً!

رعب «الأوبئة الفتاكة»!

أنتجت هوليوود أفلاماً سينمائية عديدة تناولت فيها تصورات عن ظهور فيروس أو وباء فتاك ينتشر في العالم خلال أيام، وقد تختلف سيناريوهات تلك الأفلام عن بعضها من ناحية نوع الفيروس والوباء، ولكنها تتفق جميعاً، من خلال سرد قصة الانتشار العالمي لها، على أن المنقذ الوحيد في العالم هو الأمريكي!
وفي نهاية كل فيلم، تظهر الحقيقة! فقد جرى تصنيع «الفيروس» في مخابر الشركات الدوائية العالمية الخاصة، و«تسرب» عن طريق «الخطأ» وانتشر بين البشر، لتقوم منظمة الصحة العالمية، ودائرة الصحة الأمريكية «حصراً» باكتشاف الدواء «بعد جهد كبير»!
تُظهر هذه الأفلام السينمائية ضمناً فكرة «الرعب» التي يحاول الجهاز الإعلامي ترسيخها عند الإنسان، ويجري نشرها عالمياً بمختلف الطرق والأشكال.

«Contagion»

يعتبر فيلم «Contagion» أو «مرض معد» مثالاً فاقعاً على هذا النوع من الأفلام. يدعي الفيلم أن خنزيراً ما، امتزج دمه بدم خفاش ما، في مكان غير معروف، فنتج عنه فيروس فتاك انتشر بين البشر بطريقة ما.
يقضي هذا الفيروس على أعداد هائلة من البشر حول العالم، وتبدأ منظمة الصحة العالمية ودائرة الصحة الأمريكية بالبحث عن دواء له. وتؤدي جهودها في نهاية الفيلم إلى اكتشاف الدواء، فيبدأ العلاج الجماعي للبشرية ويختفي الفيروس!

مجرّد «مثقف مجنون»!

خلال مشاهد الفيلم، يكتشف أحد الصحفيين صدفة أن هذا الوباء مصنع في مخابر شركات الدواء الخاصة، ويقوم بتسجيل المعلومات وتصوير الأفلام وكتابة النصوص حول ذلك ويبدأ نشر قصته، هنا تبدأ ملاحقته من قبل أجهزة المخابرات حتى يتم إلقاء القبض عليه.
يتم إظهاره كـ«مثقف مجنون» أو أحد غريبي الأطوار، من هؤلاء الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم! تشبه هذه الصورة الواقع كثيراً، وتعتمد على مبدأ أساس في السياسة الأمريكية المتبّعة لمثل هكذا حالات، والتي وضعها آلين دالس نهاية أربعينات القرن العشرين أثناء الحرب الباردة، وتقوم بإظهار الأشخاص الذين يعرفون الحقيقة كـ«مجانين» ويجري إطلاق حملة إعلامية موضوعها السخرية منهم، ثم لاحقاً يجري اعتقالهم وإخفاؤهم!

المصلحة أوّلاً... وقبل كل شيء!

هناك الكثير من الحقائق التي لا يناقشها هذا النوع من الأفلام، حقائق صادمة لا تريد هذه الأفلام ذكرها، أو حتى المرور بها، ومنها أنّ شركات الدواء العالمية «المأزومة» تشارك في كثير من الأحيان في حروب الإبادة ضد البشر! رغم أن مهمتها الأساسية مختلفة في الشكل، ومع ذلك يجري توظيف التجاوزات «المطلوبة» لمصلحة الشركات ومن يتحكم بها!
لم تكن هذه العملية وليدة اليوم، بل حدثت مراراً وتكراراً، ولعل أكبر مثال على ذلك ما حدث في الحرب العالمية الثانية، فقد طلب اليابانيون من شركات الأدوية تصنيع نوع من أنواع «الطاعون» الفتّاك، وتم تصنيعه فعلاً على شكل بودرة من أجل وضعه للاستخدام الواسع على شكل قنابل وقذائف.
وكان من المخطط أن يجري استخدام هذا (الداء/السلاح) لقتل ملايين البشر، ولكن انتصار القوات السوفييتية حينها منع استخدام هذا السلاح وارتكاب مجزرة بحق ملايين الناس.

حقيقة معاشة!

انتشرت خلال العقدين الماضيين الكثير من الأمراض والأوبئة، والفيروسات الفتاكة، «إنفلونزا الطيور، والخنازير، وإيبولا وكورونا... إلخ». ولم يعد خافياً على أحد اليد الخفية المتورطة في مشاريع المالتوسية الجديدة التي تخطط لتخفيض عدد سكان الأرض من خلال نشر الحروب والمجاعات بالإضافة إلى الاستثمار في «الأوبئة والأمراض»، وشيئاً فشيئاً تتحول «حالة الرعب» التي تنشرها الأفلام السينمائية وبعض ووسائل الإعلام إلى حقيقة معاشة عبر تحضير أذهان البشر لاستقبالها! هذه هي رسالتهم.
في الخاتمة هناك عدة أسئلة، لماذا انتشر الوباء في الصين وليس في إفريقيا أو أوروبا؟ فالوباء لا يعرف الجغرافيا السياسية، ولا يميِّز بين البشر، ولكن شركات الأدوية العالمية تميزها وتعرفها جيداً، وما هذه الصدفة العجيبة أن يتزامن الوباء مع حالة الصراع التي تعيشها الولايات المتحدة ضد الصين؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
951
آخر تعديل على الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2020 13:47